بالأمس القريب سقط ثلاثة من شهداء الواجب والوطن وارتفعت أرواحهم الطاهرة الزكية إلى بارئها أثناء تأديتهم لمهمة تدريبية في صحراء حفر الباطن شمال مملكتنا الحبيبة في حادث سقوط طائرة وهم المقدم طيار علي العرفج والملازم أول طيار بديع قبلان ووكيل ركن فني رائد الجهني رحمهم الله وتغمدهم برحمته الواسعة إنه سميع مجيب.
وقد قام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع والطيران رئيس الديوان الملكي والمستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله ورعاه بالاتصال بأسرهم وقام بتقديم واجب العزاء لأهاليهم وواساهم وخصص لكل أسرة من أسر الشهداء الثلاثة مبلغ مليون ريال.
وهذا ليس بمستغرب على سموه، فهو رجل الواجب والمواقف الإنسانية، يعمل في صمت ويهتم بجميع أفراد المجتمع من عسكريين ومدنيين، حيث عمل إلى جانب والده دائماً في تواضع وصمت عندما كان والده أميراً لمنطقة الرياض، فكان الابن البار الذي يقف خلف والده في كل المهام التي توكل إليه، حيث كان ملاصقاً لـه حيث تقرأ في عيونه وعقلـه النظرة الثاقبة فهو يسمع ويفهم ويعقل أكثر مما يتكلم وهذا ليس بمستغرب فهو ابن الملك سلمان كغيره من أبنائه فهو عاشر وتربى في كنف والده فنعم التربية والتنشئة الإسلامية الصحيحة التي انعكست على سلوكه وشخصيته، وهذا مؤشر جعل والده يقوم بترشيحه لمنصب وزير الدفاع ورئيس الديوان الملكي ومستشار خاص لـه.
وقد استقى سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز هذا السلوك الخير من والده خادم الحرمين الشريفين فقد تربى على حب الناس وحسن السيرة والحكمة لكي يحذوا حذوه كأجمل نموذج للابن البار بوالده ومجتمعه.
ويتمتع سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بنظرة ثاقبة ودراية بأمور وشؤون الدولة، حيث يعمل -كما قلنا- في صمت، باذلاً كل جهده للقيام بالمهام التي كلفه بها والده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
ورغم انشغال سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بهموم الإدارة ومهامها الضخمة فإنه لم يتوان عن تقديم العزاء لأسر الشهداء ومواساتهم فجزاه الله خير الجزاء على هذا الموقف النبيل الذي يدل على السياسة الحكيمة التي ربى عليها المغفور لـه بإذن الله الملك عبدالعزيز عليه سحائب الرحمة أبناءه على حب الخير والوقوف مع الناس ومساعدتهم كأنهم أبناؤه وفعلاً هم من أبنائه لأننا نعيش في مجتمع مترابط ومتحاب، مجتمع عائلي بين أسرة آل سعود وأفراد المجتمع السعودي، شعارنا كتاب الله وسنة نبيه ورسولـه محمد صلى الله عليه وسلم في جميع مناحي الحياة وبناء على هذا سار عليها أحفاده ومن بينهم سموه.
وقد تميزت مملكتنا الحبيبة بهذا التقارب بين الحاكم والمحكوم والحب والوفاء ومبادئ الإسلام الصحية وتثبيت العدالة والالتزام برعاية أبناء الوطن وخاصة أسر الشهداء الذين يضحون بحياتهم في سبيل الوطن كما هو الحاصل مع شهادة الواجب (بوزارة الداخلية).
وإن هذه البادرة الطيبة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز دليل على ما يتمتع به سموه من نظرة شمولية ودراية بأمور وشؤون المواطنين والمحبة التي يكنها سموه لهم جزاه الله خير الجزاء وجعل ذلك في ميزان حسناته ونفع به الأمة، اللهم احفظ بلادنا التي هي عصمتنا بعد الله وأدم علينا نعمة الإسلام والأمن والأمان ورغد العيش وادحر أعداءنا واجعل تدبيرهم تدميراً لهم يا رب العالمين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.