فَيْصَلٌ يَا ابْنَ مُشْعَلِ بْنِ سُعُودِ
أَنْتَ أَسْمَى مِن المُنَى وَالوُعُودِ
قَدْ عَرَفْنَاكَ نَائِباً تَتَسَامَى
بِاجْتِهَادٍ مُفَعَّلٍ بِالجُهُودِ
فَإِذَا أَنْتَ لِلقَصِيْمِ أَمِيْرٌ
وَإِذَا الشَّعْبُ آمِلٌ بِالمَزِيْدِ
فِيْكَ مِنْ جَدِّكُمْ سُعُودٍ سِمَاتٌ
ذَكَّرَتْنَا عَهْدَ المَلِيْكِ سُعُودِ
يَا سُمُوَّ الأَمِيْرِ أَنْتَ امْتِدَادٌ
لِمَلِيْكٍ أَنْعِمْ بِكُمْ مِن حَفِيْدِ
سِيْرَةٌ حِيْنَ زَادَهَا العِلْمُ ضَوءاً
زِدْتَ نُوراً مِيْرَاثَكُمْ مِنْ جُدُودِ
بِكُم الدُّكْتُورَاه تَشْرُفُ مَعْنَى
حَيْثُ شَرَّفْتَهَا بِعِلْمٍ مُفِيْدِ
فَبِهَا أَصَّلْتَ السِّيَاسَةَ عِلْماً
مَنْهَجِيّاً وِفْقَ التُّرَاثِ السُّعُودِي
يَا أَمِيْراً مُثَقَّفاً حِيْنَ يَدْعُو
لِحِوَارٍ مَوَجَّهٍ وَرَشِيْدِ
يَنْشُرُ الفِكْرَ وَالثَّقَافَةَ وَعْياً
يَتَجَلَّى تَأْثِيْرُه بِالصُّعُودِ
خُطَطٌ تَنْمَوِيَّةٌ حِيْنَ تَحْظَى
بِرُؤَىً مِن سُمُوِّكِمْ لِلبَعَيْدِ
حِيْنَهَا تَرْتَقِي الثَّقَافَةُ فِيْهَا
كَمَجَالٍ يَرْقَى بِكُلِّ البُنُودِ
فَلأَنْتَ المُثَقَّفُ المُتَمَاهِي
وَمَجَالاتِهَا بِرَأيٍ سَدِيْدِ
فَإِذَا مَا أَتَاكَ شِعْرِي احْتِفَاءً
فِيْكَ فَاسْمَعْ إِيْقَاعَه فِي ِالوُجُودِ
يَا أَمَيْرَ القَصِيْمِ لا تَحْتَسِبْنِي
شَاعِراً يَرْتَجِي نَوَالَ النُّقُودِ
حِيْنَ جَاشَتْ مَشَاعِري بِالتَّجَلِّي
بِالأَمَانِي وَبِالرُؤَى بِالقَصِيْدِ
فِيْكَ مِنْ صُورَةِ السَّمَاحَةِ رَسْمٌ
زِنْـتَـه بِالتَّوَاضُعِ المَحْمُودِ
فِيْكَ تَزْهُو القَصِيْمُ عِلْماً وَفِكْراً
وَسَتَسْمُو بِدَورِكَ التَّجْدِيْدِي
وَبِكَ الشِّعْرُ يَرْتَقِي بِالمَعَانِي
عَنْ نِفَاقٍ حَاشَاكَ شِعْرُ البَلِيْدِ
فَالقَوَافِي حَدِيْثُ عَقْلٍ لِقَلْبٍ
حَدْسُه فَاضَ بِالشُّعُورِ الأَكِيْدِ
سَوفَ أَرْوِي بِنَبْضِهِنَّ الأَمَانِي
بِكَ حَتَّى تَفِيْضَ بَيْنَ الشُّهُودِ
مَنْهَجُ الخَيْرِ وَالتَّطَوُّعِ يَبْنِي
وَطَنِي فَانْتَهِجْه بِالتَّأْيِـيْـدِ
وَلْيُنَقَّحْ مِن التَّطَرُّفِ فِكْراً
دَعْشَشُوه بِمَا وَرَاءِ الحُدُودِ
دَعَمُوا دَاعِشاً بِه وَسِوَاهَا
مُدَّعِيْنَ الجِهَادَ بِالتَّجْنِيْدِ
حِيْنَمَا أَخْوَنُوا بِفِكْرٍ شَبَاباً
فِي بِلادِي فَجَاهَرُوا بِالوَعِيْدِ
هَدَّدُوا مَوطِنِي اخْتِرَاقاً وَلَكِنْ
صَدَّهُمْ شَعْبُه بِأَمْنٍ سُعُودِي
حِيْنَ يُقْصَى مُؤَهَّلٌ سَوفَ يَلْقَى
دَعْمَهُمْ بَلْ وَرَغْبَةً بِالمَزِيْدِ
عِنْدَهُمْ ذَاتُه سَتَلْقَى احْتِفَاءً
وَانْطِلاقاً مِنْ ذَاتِه وَالقُيُودِ
هَكَذَا حَفْزُهُمْ يُغَرِّرُ جِيْلاً
بَاتَ تَهْمِيْشُه طَرِيْقَ الجُحُودِ
يَا بِلادِي تَنَبَّهِي لِمَسَارٍ
دَاعِشِيٍّ وَلِلشَّبَابِ اسْتَعِيْدِي
يَا أَمِيْرَ القَصِيْمِ إِنَّكَ أَدْرَى
بِخُطَىً حُرِّكَتْ بِفِكْرٍ حَقُودِ
فَإِذَا جَمْعِيَّاتُنَا اخْتَرَقُوهَا
دَاعِمِيْنَ الخُطَى بِفَيْضِ الرَّصِيْدِ
سَنُعَانِي إِرْهَابَهُمْ ذَاتَ فَجْرٍ
فِيْهِ نَلْقَى رَبَّ الوَرَى بِالسُّجُودِ
أُدَبَاءٌ مُهَمَّشُونَ نَشَاطاً
لا تَدَعْهُمْ بِتِيْهِهِمْ لِلشُّرُودِ
قَدْ تَمَنَّوه نَادِياً أَدَبِيّاً
مُنْذُ عَهْدِ الجَدِّ المَلِيْكِ سُعُودِ
أَنْشَؤُوا النَّادِيَ الثَّقَافِيَّ يَرْعَى
أَدَبَاً نَاهِضاً بِعَصْرِ الرُّكُودِ
وَجَّهَتْ نَبْضَه عُنَيْزَةُ لَكِنْ
غَيَّبُوه وَسُوِّفَتْ بِالوُعُودِ
بالمَقَامِ السَّامِي تُؤَمِّلُ أَمْراً
بِقَرَارٍ يُعَادُ بِالتَّعْمِيْدِ
حِيْنَمَا وَافَقَ الوَزِيْرُ عَلَيْه
بَشَّرُوهَا قُرْبَ القَرَارِ السَّعِيْدِ
يَا أَمِيْرُ القَصِيْمِ دَعْمُكَ دَورٌ
لِظُهُورِ النَّادِي الجَدِيْدِ الوَلِيْدِ
وَلَنَا فِي القَصِيْمِ فِيْكَ أَمَانٍ
فَإِلَيْكُمْ مَجَالَهَا التَّجْرِيْدِي
حَيْثُ يَأْتِي المِثَالُ مِنْهَا وَفِيْهَا
لا بِعَدٍّ وَلَيْسَ بِالتَّحْدِيْدِ
يَاَ أَمِيْرَ القَصِيْمِ إنَّ اليَتَامَى
فِي القَصِيْمِ ارتَضَوا حَفِيْدَ سُعُودِ
لِيَكُونَ الأَبَ الحَنُونَ بَدِيْلاً
حِينَ أَمْسَى آباؤُهُمْ بِاللُّحُودِ
فَلْتُخَفِّفْ أَوجَاعَهُمْ بِحَنَانٍ
شَامِلاً أُسْرَةَ الفَقِيْدِ الشَّهِيْدِ
وَامْسَحَ الدَّمْعَ مِن عُيُونٍ تُلاقِي
مِنْ أَسَى التَّعْنِيْفِ ظُلْمَ الحَقُودِ
وَاحْمِهِمْ مِنْ مُعَنِّفِيْهِمْ بِقَلْبٍ
أَرْيَحِيٍّ بِنَخْوَةٍ وَجُهُودِ
واللَّوَاتِي يَلْقَيْنَ عَضْلاً تَمَادَى
فِيْه آبَاؤُهُنَّ حَدَّ الهُمُودِ
لا تَدَعْهُنَّ بَعْدُ دُونَ وَلِيٍّ
يَمْنَعُ العَضْلَ مِنْ ذَوِي التَّنْكِيْدِ
هَؤُلَاءِ المُسْتَضْعَفُونَ أُذِيْقُوا
ظُلْمَ ذَاكَ القَرِيْبِ قَبْلَ البَعِيْدِ
فَاسْتَمِعْ مِنْ صَدَى اللَّيَالِي المُنَادِي
لَكَ مِنْهُمْ إِذْ عَزَّ طَعْمُ الرُّقُودِ
يَا أَمِيْرَ القَصِيْمِ حِيْنَ يُنَادَى
فِيْكَ قَلْبٌ يَخَافُ رَبَّ الوُجُودِ
فَلْتُجِبْ خَائِفاً يُنَادِيْكَ لَيْلاً
فَيْصَلٌ يَا ابْنَ مُشْعَلِ بْنِ سُعُودِ
سَتَرَى الأَمْنَ الِاجْتِمَاعِيَّ دَعْماً
لِلأَمَانِ الفِكْرِيِّ بِالتَّأْكِيْدِ
- الدكتور/ عبدالرحمن عبدالله الواصل