د. محسن الشيخ آل حسان
من ضمن آلاف دور النشر التي شاركت في معرض الرياض الدولي والذي أقيم أخيراً في عاصمتنا الحبيبة دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع، حيث احتوت هذه الدار على آلاف الكتب، تحدثت أغلبها من خلال دراسات وبحوث في شعر الدكتورة سعاد الصباح التي تقدم بها الدارسون والنقاد عن مدى شمولية مفاهيم إنتاجهم لجوانب:
المرأة، الإنسان، المعذبين، البعد النفسي، الوطن، العروبة، الوفاء للشريك...ألخ. وكأن شعر الدكتورة الصباح قالب حلوى تجمع حوله نفر يتذوق كل منهم طعماً ليس متاحاً لمن حوله, رغم اقتراب المسافة, ثم يخرج كل منهم بنتيجة ظاهرها الاختلاف وباطنها الاتفاق، على أن هذه الشاعرة الكويتية - الخليجية - العربية المسلمة ظاهرة شعرية معاصرة, لا يمكن تأطيرها بأنها فعالية نسائية بقدر ما يمكن القول إنها ظاهرة فكرية لمعت ككوكب في ليلة ظلماء.
وقد تمكنت من شراء مجموعة من «ديواوين» الدكتورة سعاد الصباح، وها أنا أقضي جل وقتي مع قصائدها التي حركت مشاعري وأحاسيسي وأرجعتني إلى الماضي البعيد في الشعر الرومانسي الراقي.
دعوني أستسمحكم باختيار هذه القصيدة للدكتورة الصباح، حيث تقول في قصيدتها «أعرف رجلاً»:
أعرف رجلا...
أيقظ في أعماقي الأنثى
حين لجأت إليه
وشجر في قلبي الصحراء...
أعرف بين رجال العالم رجلا
يشبه آلهة الإغريق
يلمع في عينيه البرق
وتهطل من فمه الأمطار
أعرف رجلا...
حين يغني في أعماق الغابة
تتبعه الأشجار
أمشي معه فوق الثلج, وفوق النار
أمشي معه
رغم جنون الريح وقهقة الإعصار.
الدكتورة سعاد الصباح شاعرة تقطف النجوم وتصنع لك منها عقداً تهديك إياه على شكل قصيدة تتلألأ بعينيك وتبرق بأحاسيس وجدانك!