د. يوسف خالد جنينة
إن المتابع للكلمة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله- إلى أبنائه وبنات الوطن، يقرأ في طياتها معاني صادقة، ويتلمس في سطورها رؤيته في إدارة شؤون الدولة خلال المرحلة المقبلة بشكل واضح وشفاف.
فكلمته- حفظه الله- كانت بمثابة البوصلة التي ترسم خارطة طريق نحو مزيد من التقدم والرفعة والرخاء للمواطنين، والثبات على المرتكزات التي قامت عليها الدولة، وتحقيق قيم العدالة والمساواة ومحاربة الفرقة والفساد وكل ما يهدد أمن البلاد واستقرارها، والتأكيد على حفظ الحقوق وبناء المجتمع، وفق تعاليم الشريعة الإسلامية السمحة.
لقد جاء الخطاب مبلوراً لفكر الملك سلمان المستنير، الذي يبعث رسالة واضحة بأن المملكة ثابتة في سياستها، وسعيها المتواصل نحو تحقيق التنمية الشاملة المتكاملة والمتوازنة في مناطق المملكة كافة، والعمل على توفير سبل الحياة الكريمة للمواطنين، وتأكد لكل متابع للتنمية في المملكة أن هذه البلاد تسير على منهج التحديث والتطوير في كافة مرافقها.
أما خارجياً، فقد أكد خطاب الملك سلمان- حفظه الله- أن المملكة راسخة في مبادئها، مستمرة في القيام بدورها العالمي والدفاع عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وحريصة كل الحرص على وحدة الصف لمواجهة التحديات العالمية، وهذا إن دل على شيء؛ إنما يدل على حكمة وسياسة خادم الحرمين الشريفين التي أدت- بحمد الله- إلى استقرار المملكة سياسياً واقتصادياً وأمنياً رغم الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة.
لقد كان خطاب الملك سلمان واقعياً، يترجم بُعد نظرته لمستقبل المواطن، ويرسم منهج الدولة الداخلي والخارجي، ويحمل بين ثناياه توجيهاً صريحاً للوزراء والمسؤولين بخدمة المواطن، كما يدفع لمزيد من التلاحم بين مختلف المناشط والمسارات التنموية. فهنيئاً للمملكة بالملك سلمان.. وهنيئاً لسلمان بشعبه الوفي، ووفقه الله لما يحبه ويرضاه.