عبد الرحمن بن سعد السماري
* الحديث عن هذا العهد الزاهر الميمون، الذي يقوده سيدي سلمان بن عبدالعزيز، يجعل أي كاتب يحار؛ أين يبدأ؟.. أو كيف يتحدث؟
* المملكة العربية السعودية منذ أن قامت وهي بفضل الله تنعم بالاستقرار، وتعيش وتعايش خصوصية لم تتهيأ لمثلها..
* وقيادتنا الرشيدة.. لم تكن في يوم من الأيام بعيدة عن الشعب وهمومه ومتطلباته واحتياجاته ومشاكله أياً كانت.
* كل هذه الأمور لا تتطلب جهداً لحلها.. بل تُحل من خلال الباب المفتوح..
* وخير من جسد سياسة الباب المفتوح هو سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -.
* خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، عندما كان أميراً للرياض كان مجلسه يبدأ عند الساعة السابعة صباحاً باستقبال أرتال من البشر الذين جاؤوا من بعد صلاة الفجر.. وكل يحمل ورقته.. وكل له مشكلة.. وكل يشرح قضيته.
* يجلس سيدي سلمان بن عبدالعزيز في صالة واسعة في مبنى قصر الحكم.. ويستمع لهؤلاء واحداً واحداً، ويناقشهم، ويُصغي لهم.. ويشعر الجميع بأنهم بالفعل وصلوا.. وأن مشاكلهم حُلت.. وأن قضاياهم محل عناية الدولة..
* هذه القضايا الكثيرة.. وهذه الهموم.. وهذه الشكاوى.. وهذه المعاريض.. تُصنف.. ومَنْ يصنفها؟ إنه الرجل الكبير سلمان بن عبدالعزيز.. فهذا تُحل مشكلته في الحال.. لأنها بسيطة وسهلة.. وليس له أبعاد ولا أطراف.. وهذا يحال للمستشارين لتتبع المزيد، وتقصي الحقيقة، ومعرفة أبعاد القضية.. وهذا يحال للحقوق.. وهذا يحال للقضاء.. وهكذا كل حسب الحالة.
* المهم في الأمر.. أن قضايا ومشاكل وهموم هؤلاء انتهت.. ووجدوا الحل من صاحب القرار.
* يدخل سيدي سلمان بن عبدالعزيز إلى مكتبه بعد أن يتأكد من أنه لا يوجد شخص على الإطلاق له قضية أو مظلمة أو شكوى.. وإذا دخل مكتبه تناول المعاملات وقضايا وهموماً أخرى.. ودخل مع مساعديه في حوارات واجتماعات لتشاهد المعاملات وهي تدخل وتخرج وقد بُت فيها.. وأخذت مجراها.. واتجهت إلى الجهة الصحيحة المعنية.
* وبعد صلاة الظهر يكون هناك أشخاص قدموا من خارج الرياض، يريدون مقابلة الأمير.. يجلس لهم سيدي - حفظه الله - بعد الصلاة في الصالة نفسها.. ويستمع لهم واحداً واحداً.. ويستقبل كل شكاواهم، ويحاورهم حتى قرابة الواحدة والنصف، وربما تزيد.. وتأخذ معاملاتهم وأوراقهم وقضاياهم مجراها الصحيح.. ويشعرون بأنهم وصلوا إلى صاحب القرار.. وأن معاملاتهم انتهت.. وأن أمورهم حُلَّت.
* أما يوم الاثنين بعد صلاة المغرب فالناس.. كل الناس على موعد مع لقاء آخر وخاص مع سمو أمير منطقة الرياض.. وهناك يتوافد الناس.. كل الناس على منزله.. يمتلئ مسجده بجوار منزله بالناس في صلاتَيْ المغرب والعشاء.. ثم تدخل هذه الجموع إلى منزله.. وسيدي سلمان - حفظه الله - جالس هناك للجميع.. يستقبلهم واحداً واحداً في حوار وجلسة خاصة لتفقد أحوال الناس والسماع منهم.. على أن بعضهم يكون لديه شكوى أو قضية أو معاناة.. ومع أنه ليس مكانها.. إلا أنها لا ترد عليه.. بل تقبل وتأخذ مجراها.
* هذا الباب المفتوح.. وهذه السياسة الحكيمة.. وُلدت مع قيام هذه الدولة العظيمة.. وجسدها سيدي سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - خير تجسيد.
* سلمان بن عبدالعزيز - أيده الله - قريب من الناس.. عارف بكل صغيرة وكبيرة في هذا البلد.. وفوق معرفته بالناس فهو يعرف تاريخ وجغرافيا هذا الوطن شبراً شبراً..
* هو رجل موسوعي.. يقرأ كل مكتوب.. ويتابع كل جديد.. ويحرص على مصالح الناس ومصالح البلد.. يهمه أن يعيش الناس بسعادة وأمن ورخاء.. يهمه أن يرى الناس كلهم وقد حُلَّت مشاكلهم..
* ومن الأمور المهمة في حياة سيدي سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - البُعد الإنساني.. وهذه مسألة أخرى واسعة؛ تحتاج إلى مجلدات للحديث عنها وعن منجزاتها.
* سيدي سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - هو أول من غرس جمعيات البر التي تهتم بالفقراء والمساكين والمحتاجين.. وهو أول رئيس لجمعية تعمل في هذا الميدان، وما زالت حتى اليوم أكبر وأقوى جمعية تعطي في هذا المجال.
* وسلمان بن عبدالعزيز - أيده الله - هو أول من تعاهد ودعم وساند جمعيات تحفيظ القرآن، واهتم بالحفظة، وشاركهم احتفالاتهم يوم تتويجهم (حفظة لكتاب الله)، ودعم هذه الجمعيات مادياً ومعنوياً.. حتى صارت كيانات قوية.. وأنشأ دوراً للأيتام والأرامل والمعوقين، ووقف مع هذه الفئات وساندهم حتى لا تحتاج للناس، ولا يصيبها أذى أو مِنَّة من أحد.
* سيدي سلمان بن عبدالعزيز تاريخ طويل من العطاء والإنجاز والعمل الذي لا يتوقف - حفظه الله، وأمد في عمره في طاعة الله -.