الجزيرة - وهيب الوهيبي:
أبدى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء أسفه على الاحداث الجارية في اليمن من فوضى واضطرابات وقلاقل.
وقال سماحته: أين العلماء والقادة والمفكرون أن تضيع البلاد بهذا الشكل تدميراً وإخلالاً للأمن وسفكاً للدماء ونهباً للأموال على أيدي المجوس وأعوانهم الذين يبغضون الإسلام وأهله لافتا أن هذه الفرق الضالة هدفها القضاء على الإسلام، ألا يكفي المسلمون مما مر بهم والا يمدوا أيديهم مع اعدائهم إن اعداءهم المجوس لا يريدون لكم خيرا وإنما يريدون إفسادكم وفسادكم
و سلب خيراتكم وتضليل افكاركم الى غير ذلك من آرائهم الضالة.
و شدد سماحة المفتي :عودوا إلى رشدكم وحكموا العقل والرأي السديد لتعلموا أن هذه الحملات السيئة المجوسية جاءت لإضلالكم وإضعاف شوكتكم والقضاء على دينكم وكرامتكم وأخلاقكم وينشروا الفساد كما يريدون ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.
وتناول سماحته في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالعاصمة الرياض عن أهمية الأمانة في الاسلام مؤكدا إن مما يدل على عظمها أنها مسؤولية يمارسها الناس في حياتهم اليومية فهم محتاجون إليها في جميع أحوالهم سواء كانت في الإمارة أو في القضاء أو في الحسبة او في الافتاء والتعليم أو في وسائل الإعلام إلى غير ذلك من الأمور المهمة، مشيراً إلى أن من مجالات الأمانة التي أمرنا بها أمانة المسؤولية، أن يولى على الأمة من يعرف صلاحه وتقواه وقيامه بالواجب، إن خير من استأجرت القوي الأمين ، فإنها مسؤولية سيسأل عنها يوم القيامة فلابد أن يتولاها من هو أهل لها وللقيام بواجبها حق القيام وإذا سألها من ليس كفؤ لها فإنه لايجاب، وأضاف أن الموظفين في وظائفهم مؤتمنون على الوظيفة أداءً وعملاً، بأن يؤديها بكل إخلاص ويواظب على الوقت ولا يشتغل في اثناء عمله بما يكفه عن مسؤوليته ولا يشتغل بغير ذلك، فمن حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه، و يجب عليه أن يؤدي واجباته الوظيفية. ولايؤدي لأحد لا لصداقة ولا لقرابة ولا لرشوة ولا لمصالح مادية وانما يتقي الله ويؤدي ما اؤتمن عليه من الأمانة.
وتابع يقول: من كان له مسؤولية وعنده أسرار عن الدولة فيجب عليه كتمانها وعدم افشائها فإن في افشائها ضررا على الأمة في حاضرها ومستقبلها ولاسيما ما يتعلق بأمور استقرارها، فالواجب كتمان ذلك وعدم التحدث به لافتا أن أسرار الأمة يجب كتمانها والمحافظة عليها لمن استودعها ومن أخل بشيء من ذلك كان خائناً لأمانته.. ومن الأمانة أيضاً أمانة المقاولين ومنفذي المشاريع العامة فهم مؤتمنون على هذه المشاريع اخلاصا لله في الأداء ووفاء بالشروط والمواصفات والالتزام بالوقت المحدد وعدم استعمال الغش وينفذون المشاريع وفق ما اتفق عليه، ملتزمين في ذلك العدل والصدق والأمانة بعيدين عن الخيانة ويتعاظم ذلك في مشاريع الأمة العامة التي يحتاجون إليها فلابد أن يتقوا الله وألا يعطى المقاول حق الانتهاء منها حتى يتأكدوا أن المواصفات المفروضة قد طبقت بكاملها لأن في الإخلال بها اخلالاً بمصالح الأمة وهذا من الخيانة.
وأضاف: ومن الأمانة وسائل الإعلام كالمرئي والمسموع والمشاهد فإن رجال الإعلام مسؤولون عن هذه الأمور يجب أن يقول الحق وينطق بالحق وأن يكون في خدمة قضايا الأمة ومصالحها في الحاضر والمستقبل وعدم نشر الاشاعات والأكاذيب التي لاداعي لها والتحليلات الباطلة وإنما يقول الحقائق والأمور على الوجه الشرعي وإن صدقوا الله وقالوا خيراً كانوا عوناً على الاصلاح وإن أخلوا بالأمانة وجاءوا بالمسلسلات الهابطة والأطروحات الكاذبة وأقوال باطلة أسهموا في إخلال المجتمع فيجب أن يكون رجال الإعلام مسلمين صادقين فيما يكتبون ويقررون.
وأشار سماحته إلى أن من الأمانة عباد الله التجار وأرباب السلع والأموال فعليهم أمانة أن يتقوا الله في أنفسهم أولاً أن يتقوا الله في أقيام السلع وألايخفوا عيوبها وأن يقدموها للناس واضحة وأن يتقوا الله ويصدقوا في السعر وأن يحذروا المغالاة في الأرباح والمغالاة في الاسعار.