الجزيرة - عبدالرحمن المصيبيح:
اختلف مهرجان ربيع الرياض مساء أمس الأول عن باقي أيامه، عندما عبرت سماء المهرجان سحاب ثقال أخرجت ما في بطونها من المزن، لتحدث جَلبَة رائحة في المكان أبهجت سريرة 34 ألف زائر من العائلات الذين رفض معظمهم أن يبرح المكان، بغية أن تغمرهم زخات المطر بالفرح والطمأنينة التي طالما اشتاقوا إليها، ولم تكن مشاعر فرصة المطر مقتصرة على مرتادي مهرجان ربيع الرياض، بل كان للأرض ونباتها نصيب منها، حيث فاحت رائحة المطر من أرض المهرجان وداعبت قطرات المطر الناعمة أوراق الورد، فازدانت ألوانها بريقاً، وملأت المكان بشذاها بينما ازدادت المسطحات الخضراء من حولها اخضراراً سر به أعين الزوار، ونال الأطفال منها السرور ودفعت هذه الأجواء الربيعية الخلابة الزائرين إلى الاستمتاع بفعاليات مهرجان ربيع الرياض المختلفة، حيث واصل المهرجان برامجه بعد أن خف المطر من انهماره، ليغص المكان بمرتاديه من المواطنين والمقيمين، وترتسم الفرحة على محيا الجميع، وعبر أحد المواطنين الذي كان برفقة أسرته عن سعادته بهذه الأجواء الطبيعية، مؤكداً أنه لم يتزحزح من مكانه هو وأسرته حينما هطل المطر وذلك لشوقه للمطر، ورائحته التي تروي النفس، وتملأ أفئدتنا بالراحة والأمان.
من جهته وصف أحد المقيمين في المملكة من الجنسيات العربية الأجواء الممطرة التي شهدها المهرجان بالممتعة والمشوقة، موضحاً أنه حضر للمهرجان مصطحباً زوجته وطفلته للاسترخاء بين عبق الزهور والورود، والترويح عن النفس في هذه الأجواء الطبيعية من ضغوطات وأعمال الحياة اليومية، بينما أكد مقيم عربي آخر حرصه على زيارة مهرجان ربيع الرياض منذ أربعة أعوام مع أسرته وذلك من منطلق اهتمامه وعمله كمزارع في إحدى المزارع الخاصة بالمملكة، إلى جانب إعجابه بعبق الزهور الجميلة التي تجمع البشر ولا تفرقهم «على حد وصفه»، وتخفف بألوانها الجذابة من تفكير الإنسان بأعباء الدنيا.
وقال مقيم من جمهورية الهند يعمل مهندساً في إحدى الشركات الوطنية بالمملكة، إنه أتى مع زوجته وأطفاله الثلاثة إلى مهرجان ربيع الرياض للاستمتاع برؤية الورود والزهور حيث إنه من عشاق الورد، مشيراً إلى أنه يوجد في منزله أحواض زراعية مختلفة لعدد من الورود الحولية التي تمنح المكان جمالاً وبهجة، وأكد أن المطر الذي هطل على المهرجان لم يمنعه من مواصلة بحثه عن أنواع أخرى من الورود، ومعرفة كيفية زراعتها في الأحواض المخصصة لها ليزين بها منزله، استثمر الكثير من الزوار بعد صفاء أجواء المهرجان بعد الأمطار المنعشة، في التمعن أكثر بخبرات خمس جهات حكومية ذات علاقة بزراعة الورود.