ناصر الصِرامي
منظمات تلوم الصحفيين على معلوماتهم البسيطة، لومًا مستحقًا، لكنه ناقص أيضًا..
الإستراتيجية الخليجة في هذا الصدد ما زالت بعيدة عن الإعلاميين في مطابخهم الصحفية، لا يمكن لأي منظمة محلية أو إقليمية المشغولة بالكثير أن تلتفت للإعلاميين وتطورهم، هذا ليس دورها.
لنتذكر دومًا أن الصحفي الذي ينقل تصريحًا لوزير بترول أو مسؤول للطاقة، ويفرغ تسجيله ويسلم مادته لن يكون صحفيًا بتروليًا ما لم يكن ملمًا أو متخصصًا في الطاقة، دون فهم ومتابعة سيبقى ناقلاً ليس أكثر، كما هم العابرون في الصحافة باستمرار، عابرون وباقون، مخربون ومستغلون، وأبطال وشجعان، ومخلصين وجادون وجبناء، وفلاسفة أيضًا!
ضعف الإعلام البترولي عن أهم سلعة كونية، المادة التي تتحكم بمواردنا، وتؤثر في كل تفاصيل عيشنا، هو ضعف لأسباب يتحملها الإعلام ومؤسساته والمنتمون لها بالدرجة الأولى وقبل أي طرف آخر.
المؤسسات الإعلامية في البلاد -في المنطقة- مقصرة في التدريب والتنوير والمزيد من التأهيل للصحفي، في كل المجالات وليس هذا المجال الحيوي وحسب.
اكتب هذا المقال خلال فعاليات اليوم الأول من ملتقى الإعلام البترولي الثاني لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، المنعقد في الرياض، تحت عنوان «الإعلام البترولي الخليجي قضايا وتحديات»، لثلاثة أيام خلال هذا الأسبوع وبرعاية ملكية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
جلسات اليوم الأول والثاني شملت في ورشها وجلسات عملها، السوق البترولية والمنظمات الدولية والإقليمية المتخصصة. والتغيرات وتحديات الصناعة الدولية، ثم كيف تكون صحفيًا متخصصًا في شؤون الطاقة، ومقومات الكتابة الصحفية والعمل الإعلامي المتخصص، ودور الإعلام في نشر ثقافة ترشيد استهلاك الطاقة، والشفافية والمعلومات في الإعلام البترولي الخليجي. ومدى دور وفعالية المؤتمرات والندوات البترولية في تعزيز ثقافتها.
بالإضافة إلى جلسة رئسية كحلقة نقاش عن العمل الإعلامي البترولي الخليجي، مع أصحاب المعالي وزراء البترول والطاقة في دول مجلس التعاون الخليجي، قبل أن تدعونا أرامكو للعشاء. في وقت يصادف مباراة النصر والأهلي، عشاء بتروليًا في يوم رياضي وأجواء ماطرة بالعاصمة الرياض.
فيما سيبحث اليوم الثالث والأخير من المؤتمر- المصادف اليوم الثلاثاء-، موضوع اعتقد أنه سيكون مشوقًا حول، «صورة العرب البترولية في الإعلام الأجنبي».
وموضوع تأهيل الإعلاميين، ودور الشركات والجامعات ووسائل الإعلام، ثم البترول والإعلام الجديد.
ملتقى الرياض، هو الثاني، بعد الكويت، ومن المقرر أن يعقد القادم بعد عامين، فترة طويلة للأسف، وسيدخل من يدخل ويخرج من يخرج من هذه المهنة الإعلامية، ناهيك عن تغير الوسائط وتنوع المفاجآت التقنية والمهنية أيضًا.
عامان قد يغيب فيهما أي حراك للإعلام البترولي في دول المنطقة، حتى ملتقاه الوحيد التالي.
لذا أرجو أن يعيد القائمون عليه التفكير جيدًا في جعله ملتقى سنويًا، لأن المجالين - الطاقة والإعلام- يستحقان الالتقاء والحوار وتبادل الخبرات والمعلومات، كل عام، ولو مرة واحدة على الأقل.
اقترح وزير البترول السعودي المهندس علي النعيمي بتأسيس جمعية لإعلاميي البترول - وربما الطاقة- تكون مظلة للإعلاميين المتخصصين أو المقبلين عليه.الجديد في المقترح الذي جاء من منتدى بترولي خليجي هو أن تكون الجمعية للصحفين الخليجيين والأجانب، اقتراح مهم للقاء الصحفيين الخليجيين بنظرائهم المحترفين من الغرب، والاستفادة من تجربتهم وتبادل المعلومات.
الوزير كما أيده زملاءه الوزراء، قال: إنها ستحظى بدعم كبير من وزارته، بل وأكثر من وزارة خليجية للبترول والطاقة.
وليتحقق هذا التجمع الخليجي الإعلامي الشامل والتجمع تحت مظلة للبترول والطاقة. لا بد أن يكون بشراكة طويلة بين ثلاثة أطراف، «رعاية معنوية» دائمًا، ودعم مالي وفني محدود من وزارات البترول والطاقة، في دول مجلس التعاون الخليجي، و»رعاية مادية» اقتصادية من قبل شركات الطاقة العاملة هنا، والتزام مهني وأدبي ثابت من المؤسسات الصحفية والإعلامية في المنطقة.
خروج أي طرف، أو تردده في شراكة من هذا النوع، سيهدد الاستمرار نحو أن تكون ملتقى خليجيًا لتطوير الإعلام المتخصص في البترول والطاقة وثقافتها. كل عامين، أو ربما كل عام في مناسبة علاقات عامة وحسب!