فهد بن جليد
في جدة (مدينة السوبيا)، تفاجأت بأحد الأصدقاء يقول لي (إيش رأيك بقرطوع)؟.
فقلت له بلهجة حجازية: (ايش شكله دا)؟!.
فرد علي بصفاقة (لبن نياق.. يا هوه) وربي (عشرة على عشرة)! فقلت له تقصد حليب الإبل، وكورونا (يا هوه)؟ وماذا عن تحذيرات وزارة الصحة؟.
فقال: (مشكلتكم يا الإعلاميين) تصدقون كل شيء تكتبونه، أو تنشرونه، عارف أن كينيا تصدر (حليب النوق) للولايات المتحدة الأمريكية بشكل منتظم، ويقولك الزبائن هناك حريقه، كورونا مين ؟!.
يبدو أنني (اقتنعت بسهولة)، مع تذكر المثل الشهير (قرطوع يطرد الظمأ والجوع)، ويُسمى أيضاً في بعض النواحي (قرطوح)، كناية عن رشفات (الحليب) التي تقدم عادة في (غضارة) أو (طاسه)، وهي الوعاء المُخصص للشرب، (حليب الإبل) غني ومشبع بالبروتينات، والفيتامينات، والفوائد الغذائية المتنوعة، خصوصاً إذا تم تناوله بانتظام مع حبات من التمر!.
ما لفت انتباهي خلاف (عشوائية) بيع حليب الإبل في جدة، هو نوعية الزبائن؟!.
فمعظم (المُقرطعين) هم (شباب كيوت)، يلبسون (البرمودا)، والجينز، وتبدوا عليهم علامات جيل (الهامبرجر)، من أصحاب السيارات الفارهة، وأشكالهم لا تدل على أن لهم أي علاقة (بسفينة الصحراء) لا من قريب ولا من بعيد؟ فما السر في ذلك ؟!.
الفكرة تكمن في التحدي، وحب المُغامرة، على طريقة (كل ممنوع مرغوب في ثقافتنا)، وزارة الصحة حذرت من (منتجات الإبل) وعلاقتها في انتشار (كورونا)، فخرج هذا الصراع والتحدي بين شبابنا، لشرب الحليب، وليتنافسوا فيما بينهم على (سيلفي القرطوع) طمعاً في الفوائد الصحية، وتعبيراً عن الشجاعة وعدم الخوف من كورونا!.
أحدهم قال لي: (وحده مره) شربت (قرطوع) من هنا، تذكرت اتصالات الشيخ (عدنان) المستمرة (بسويسرا) من هنا، فقلت له: الله يذكر (طاش ما طاش) بالخير!.
وعلى دروب الخير نلتقي.