الجزيرة - عوض مانع القحطاني:
أدخلت وزارة الدفاع في منظوماتها العسكرية عدداً من المعدات والأجهزة العسكرية المتطورة، مثل (طائرة بدون طيار)، بالونات المراقبة، والأقمار الصناعية، حيث تعد هذه المعدات بالغة الدقة لما تتمتع به من خصائص في مجال المراقبة الجوية وتحديد الأهداف.. والتعامل معها.. ونقل المعلومات والصور... حيث تحرص وزارة الدفاع على إدخال الأسلحة المتطورة لأفرع قواتنا العسكرية في إطار توجيهات خادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية الملك سلمان بن عبدالعزيز بتسخير الإمكانات كافة للرقي بقواتنا المسلحة إلى مصاف الدول المتقدمة عسكرياً ولتكون جاهزيتها عالية لحماية الدين.. ثم الوطن ومكتسباته ومن خلال المتابعة والإشراف المباشر الذي يقوم به صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع من خلال الوقوف على ما تحتاجه قواتنا العسكرية من معدات ومن تدريب والاشتراك مع الدول المتقدمة والاستفادة من تجاربها ومما لديها من تقنية حديثة لتكون قوة رادعة في وجه من يحاول المساس بتراب الوطن.. أصبحت عالية التجهيز وعلى أهبة الاستعداد القتالي للدفاع عن تراب الوطن.
ومع تسارع وتيرة الأحداث في المنطقة، وتبنِّي بعض الدول والجماعات الإرهابية لسياسات عدوانية واستفزازية تكشف عن أطماعها وأجندتها المستقبلية العدوانية، مما قد يُعرِّض أمن بعض الدول الأخرى المسالمة، بل والمنطقة عموماً، إلى حالة من عدم الاستقرار والفوضى، كالتي تشهدها اليمن والعراق وغيرهما، فقد أولت وزارة الدفاع -وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية الأخرى في المملكة- جُلَّ اهتمامها حاضراً ومُستقبلاً لحماية أراضيها- بإذن الله- من أية محاولات ماكرة تستهدف وحدة أراضيها؛ مهد العروبة والإسلام وأرض الحرمين الشريفين، أو سلامة مواطنيها والمقيمين فيها. ومع أن المملكة العربية السعودية بلدٌ مترامي الأطراف، تحفه الجبال والبحار، إلا أن ذلك لم يثن القائمين على أمن هذا الوطن في سبيل تأمين حدوده البرية والبحرية من أية محاولات تسلل أو تجسس تنال من وحدة أراضيه أو تمس أمن مواطنيه.
وفي سبيل ذلك فإن وزارة الدفاع في المملكة لم تألو جهداً بتوفير أحدث وسائل الدفاع عن حدودها المدعومة بأجهزة التنصُّت والمراقبة والاستطلاع (ISR) بدءاً من الطائرات بدون طيار (UAV) وطائرات الإنذار المبكر والقيادة والسيطرة «الأواكس» المُحدَّثة التي تجوب سماء المملكة على مدار الساعة، وبالونات المراقبة المجهزة بمعدة الاستشعار وكاميرات التصوير الحراري (IR)، مروراً بصناعة وتطوير منظومات الأقمار الصناعية المسحية والاستكشافية والتي يجري تطويرها حالياً مع «مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية»، وحتى عربات ومعدات الاستطلاع الأرضي التي تجوب حدود المملكة وعلى مدار الساعة، إلى سفن المراقبة والاستطلاع البحرية.
وهذه الأجهزة والمعدات الحديثة التي قامت بتشغيلها وزارة الدفاع أخيراً تتمتع بمنظومات تقنية بالغة التعقيد، أنفقت وزارة الدفاع عليها مبالغ طائلة لاقتنائها والتدريب عليها وفق إستراتيجية قائمة على استشراف المخاطر قبل وقوعها، وكمثال على ذلك لم يعد عمل الطائرات بدون طيار (uav) الحديثة يقتصر على المراقبة والاتصالات أو الاستطلاع والرصد؛ بل تم تزويد هذه الطائرات بأجهزة استشعار عن بعد تعتمد على حواسيب متطورة تقيس حساب الارتدادات على الأجسام الأرضية ومواقع الاستقبال، بعكس الرادارات القديمة التي تعتمد على حساب فرق التوقيت بين إرسال الموجة واستلام صداها المنعكس لتقدير بعد الجسم المرصود عن الطائرة، وبعض هذه الطائرات أضيف إليها مهام أكثر تعقيداً، كزرع الإلكترونيات التجسسية في مواقع العدو ورصد الآليات وحركات الأفراد والجماعات الإرهابية من خلال كاميرات ومجسات إلكترونية غاية في الدقة، وتسليم المعلومات والصور عبر الأقمار الصناعية، بل ولبعض أنواع هذه الطائرات قدرات على القيام بمهام قتالية هجومية.
كما أن هذه الحزمة من الأسلحة والمعدات الاستطلاعية المتقدمة التي حصلت عليها وزارة الدفاع أخيراً، والتي تقوم بتشغيلها حالياً، تشكل في مجملها منظومة إستراتيجية وعملياتية وتكتيكية يصعب اختراقها، وعلاوة على ذلك فقد قامت وزارة الدفاع بدمج هذه المنظومة بوسائل معالجة وتحليل متطورة ومرتبطة بالوحدات الميدانية والقيادات على مختلف المستويات، الأمر الذي مكن المملكة من إحكام حدودها وتأمين أراضيها وجعلتها سداً منيعاً في وجه الجماعات الإرهابية.