يوسف بن محمد العتيق
مع أول درس أو امتحان أو اختبار أو أزمة (سمها ما شئت) تلوح في وجه القيادة السعودية الجديدة يكون التعامل مع الحدث كبير ومدويا وفي وقت قياسي، وبحشد دولي (إسلامي) ليؤسس عاصفة كبيرة تدعم الشرعية في اليمن بقيادة الرئيس المنتخب والمتفق عليه عبد ربه منصور هادي وتقتلع الشجرة الحوثية الطارئة على أرض الإيمان والحكمة اليمن الغالية والشقيقية والعمق الاستراتيجي للخليج وأهله.
تأمل في دروس (عاصفة الحزم) تجدها متنوعة وشاملة، فالدرس السياسي يبرز بحروف من نور شاهدا على الحشد الدولي الكبير الذي أيد هذه العملية بدأ بالدولة العظمى الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوربية ،وغيرها من دول العالم.
ودرس آخر مزج السياسي بالقراءة العميقة لواقع الشعوب العربية والإسلامية حين نجد كافة الدول المشاركة في العملية العسكرية في هذه العملية هي دول إسلامية، وهذا أكبر قطع طريق لشعارات الحوثي الكاذبة ضد أمريكا وإسرائيل ....وهذا توضيح عملي أن الحوثي يناصبه العداء الدول الإسلامية، ويرى في وجوده نبتة خبيثة وطارئة ليست من مكونات الشعب اليمني الشقيق.
وفي الدرس العسكري يقف المتابع احتراما وتقديرا للضربة الاستفتاحية لهذه العاصفة فاختيار المواقع بدقة عالية، وتعطيل كامل لقوة الحوثي وشلل كامل لكافة أطرافه ....مع حظر كامل لحركة الملاحة الجوية والبحرية لكي لا يأتيه الدعم الإيراني !
ومن الدروس العميقة في هذه الأزمة أن القرار السعودي بدعم الشرعية في اليمن وإيقاف المعتدي الحوثي عند حده أنه لم يكن مع أول ما شرع الحوثي في توسعه واحتلاله للمدن، بل كان القرار بعد ما ضاق الجميع بهم ذرعا، وعرف القاصي والداني أنهم ليسوا إلا أداة رخيصة لمشروع إيراني فاشل بحمد الله.
وهنا السؤال: لو كانت هذه الضربات قبل هذا التوقيت بعدة أسابيع لما أتت ثمارها الشعبية التي حدثت في كافة دول الألم الإسلامي التي لم تعد تحتمل التوسع الإيراني في دول لا ترتبط مع إيران بارتباط ثقافي أو مذهبي.
ومن دروس عاصفة الحزم الداخلية لكل مواطن سعودي ذلك الترابط الكبير بين كافة مكونات الشعب السعودي منذ اللحظات بل الثواني الأولى لهذه العملية وبرز ذلك في مواقع التواصل الاجتماعي التي اكتست باللون الأخضر، والنصائح الوطنية التي تبادلها المغردون أو المتحدثون عبر الواتس أب وغيرهما من مواقع التواصل الاجتماعي مثل التحذير من تصير أي موقع عسكري سعودي ومثل عدم الحديث عن أي تحركات لأي جهة أمنية وأن ذلك يصب في مصلحة عدو الوطن.
ومن دروس هذه العاصفة الكبيرة تجديد الثقة من كل مواطن لقيادته الجديدة والتي مع أول أزمة تبين لكل مواطن (وقد كان متضحا في السابق) كم هي تسهر وتقاتل من أجل استقرار المواطن في كل الجوانب.