المؤلف: عبد المجيد الشرفي؛ عبد الواحد ياسين (وآخرون)
الناشر: مؤسسة مؤمنون بلا حدود - المركز الثقافي العربي: الرباط؛ 2014
ضمن سلسلة الندوات والمؤتمرات التي تنظمها مؤسسة مؤمنون بلا حدود؛ صدر هذا الكتاب الذي يضم كافة بحوث ودراسات مؤتمر (الدين والثقافة: الواقع والآمال) الذي شارك في مناقشة محاوره نخبة من الباحثين والمفكرين. طرح الكتاب مجموعة أسئلة دارت حولها محاور البحث والنقاش:
«تسببت أحداث جسام خلال العقود الأخيرة في تسليط الأضواء مجددا على وزن العامل الديني في الصراعات الدائرة عبر ربوع المعمورة، وتسبب على الخصوص في إطلاق أوراش فكرية شبه كونية لم تخرج عناوينها الأبرز عن «عودة الديني» أو «صدام الحضارات» أو «نهاية الإيديولوجيا» و»عودة الديني» وغيرها من المفاهيم والمشروعات التي لا زالت مفتوحة على لائحة المزيد الاجتهادات. ضمن هذه المشروعات، نجد على الخصوص العلاقة المؤرقة التي تجمع الدين بالثقافة، ونتحدث عن علاقة مؤرقة بسبب مقتضيات العديد من الأسئلة التي عَجّلت بتنظيم هذه الندوة، ونذكر منها الأسئلة التالية:
هل يمكن الجزم بأن التجديد الديني انعكاس للتعدد الثقافي أم أن هذه التعددية قد تفضي إلى عكس المراد من مشروعات النهضة والتجديد والإصلاح الديني؟ ما هي مآلات فصل الديني عن الثقافي؟ وما هي تأثيرات العولمة والمشروعات الدينية عابرة للقارات، تلك المنتظمة في إطار مؤسسات وجماعات وتيارات، على ثقافات محلية هنا أو هناك؟ ما هو وزن الثقافي في المجتمعات التي طرقت باب العلمانية، بشتى أنماط هذه العلمانية، مقارنة مع باقي المجتمعات التي لم تحسم بعد في موضوع الوصل أو الفصل بين الديني والسياسي؟ لماذا تبدو أديان اليوم، كما لو أنها معنية بإعادة ترتيب الهويات، ولماذا تبدو بعض المشروعات الدينية (المحسوبة خصوصا على تيارات دينية) كما لو أنها معنية بالإجهاز على ثقافات محلية؟ ما الذي يحدث بالضبط عندما ينفصل الدين والثقافة، أو بتعبير أهل التفكر: ما الذي يحدث عندما ينفصل الدين عن جذوره الثقافية؟ هل صحيح أن العلمانية والعولمة أرغمت الأديان على الانفصال على الثقافة، وعلى أن تعتبر نفسها مستقلة وتعيد بناء ذاتها في فضاء لم يعد إقليميا وبالنتيجة لم يعد خاضعا للسياسي؟ كيف نفسر إصرار الأصوليات الدينية على إحداث القطائع الثقافية في مشروعاتها المجتمعية؟ وهل فعلا يمكن قراءة حالات التحول من دين إلى آخر في جميع الاتجاهات، على أساس أنها مؤشر جيد إلى تشوش العلاقة هذا ما بين الثقافة والدين؟».