سمر المقرن
لا أحد ينشد الحرب أو يتمنّاها، إنما هي حل أخير لمشكلة مزمنة لا يُجدي معها الحوار ولا التفاهم. هذا ما حدث عندما قامت القوات العربية المشتركة برجم الميليشيات الحوثية التابعة لنظام الملالي في إيران، هذه القوات قامت بتدبير وتفكير سعودي مُحكم تلبية لنداءات الشعب اليمني الذي اغتصبت أرضه الميليشيات الإيرانية بل وتطاولت على الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، كعادة نظام الملالي المجرم في منطقتنا العربية.
الآن الوضع تغير، الآن.. أتى سلمان بن عبدالعزيز الرجل العروبي الذي وقف بكل قوة وصرامة وحزم في وجه مليشيات الملالي، لإيقاف هذا العبث الذي طال لسنوات ولا يُواجه إلا بسياسة المهادنة والمسايرة من قِبل عالمنا العربي، الآن هذه المرحلة انتهت وبدأنا مرحلة (الحزم) وقطع أذرع هذه الميليشيات المجرمة ليس في اليمن فقط، بل في سوريا ولبنان والبحرين والعراق وحتى في السعودية.
ما زلت استغرب قدرة نظام الملالي على خلق ميليشيات (عربية) تتبعهم وتعمل كالأصابع المتحركة المسمومة في دولنا العربية، فالمحبة العجيبة بين الملالي وهذه الميليشيات التي خرجت من رحم عربي، هي محبة مصلحة مؤقتة، ولو تم النظر إلى حال العرب في إيران وشعب الأحواز العربي مثال صارخ على عداوة الملالي لكل ما هو عربي، بغض النظر عن دينه ومذهبه، فنار الفتنة التي تشعلها إيران بين السنة والشيعة هي فرقعات لنشر البغضاء فقط لا غير، ومن يعتقد أن ملالي إيران مع الشيعة ضد السنة فهو مخطئ، لأنهم ضد (العرب) بدليل أن شعب الأحواز العربي النسبة الأكبر بينهم من المذهب الشيعي، ويلاقون أشد أنواع العذاب والتنكيل فقط لأنهم عرب.
أتذكر عندما تواصل معي أحد شباب الأحواز قبل عدة سنوات وهو شيعي، بداية استغربت ما رواه لي عن كمية الجرائم التي يرتكبها بحقهم نظام الملالي، ما زلت أتذكر جملته حينما قال: (نحن شيعة والملالي مجوس).. وما دمت في هذا الوارد فلا بد من ذكر حركة المقاومة الإيرانية الذي يسومهم سوء العذاب فرع نظام الملالي في العراق على يد ميليشيات نوري المالكي، مع أن أغلب هؤلاء من الشيعة الإيرانيين، إلا أن ذنبهم هو رفضهم لجرائم الملالي بحق الشعب الإيراني، ورفضهم لتدخله الفاجر في المنطقة العربية، بل إن المقاومة الإيرانية هم أول من فضح مشروعات نظام الملالي للحصول على القنبلة الذرية قبل أكثر من 12 عامًا، كما حذرت حركة المقاومة كثيرًا من مشروعات الملالي للتدخل في العراق وباقي الدول العربية.
ما أود التأكيد عليه من هذه الأمثلة، أن إثارة الطائفية المذهبية هي أجندة إيرانية لشب نار الفتنة في المنطقة، لذا فإن معركتنا هي ضد الإرهاب أيًا كان دينه أو مذهبه.
المملكة العربية السعودية بلد تختلف تمامًا عن أي دولة في العالم، فهي قبلة لأكثر من ربع سكان العالم من المسلمين، ومكة المكرمة والمدينة المنورة اختار لهم الله - عز وجل- هذه البقعة ليبقى أمنهما أمانة في عنق حكومة وشعب المملكة، فبغض النظر عن أي تخوفات من اقتراب الميليشيات الملالية عند حدودنا فهناك أمانة أخرى في أعناقنا هي البيتين، لذا يكفي علينا واجب حمايتهما وحفظ أمن زوارهما.