د. حمزة السالم
خلق الله الخير والشر فتنة، وخلق إبليس امتحانا لعباده المؤمنين. فاللهم لك الحمد، إن كنت قد ابتليتنا بأخبث عبادك من الصفوية الأشرار، فلك الحمد فقد عافيتنا فهديتنا لأحسن الأخلاق ومننت علينا بالحكمة وحسن القرار. واللهم لك الحمد كما سلطت على الصفوية شرارهم وجعلت علينا خيارنا. واللهم لك الحمد كما خالفت بين قلوب شعوبهم وقادتهم ووحدت بين قلوبنا وقلوب أمرائنا ونبلائنا وكبارنا وشيوخنا وشبابنا ورجالنا ونسائنا فانعقدوا جميعهم تحت لواء واحد. لواء صدق بيد ملك صدق حكيم عطوف ماكان عاقدا للواء حرب إلا رأفة بقومه ونصرة لدينه وسدادا لثغور البلاد وذودا عن حمى الأعراض. فما لواء حرب يشنها سلمان بن عبد العزيز لملك يُصيبه بل لأمة يصونها، «فما كان مليكا هازما لنظيره ولكنه التوحيد للشرك هازم».
قد غر ملالي إيران حلم ملوكنا وحكمة قراراتهم، فأفسدوا بلاد الرافدين حتى جرت دجلة والفرات بالدم، وأعانوا فاجر الشام ليسلط زبانيته على شعبه فيعيثوا بهم هتكا لحرمة الدماء والاعراض، ثم استخفوا بسفهاء اليمن السعيد من الحوثيين فعاد يمنا تعيسا شقيا خائفا، وللجار حق نصرة لجاره كما أن نار الجار تحرق الدار وفتنة الجوار تلحق بالديار. فقادت حماقة الملالي ألسنتهم فادلت ببجاحة القول وحقارته فزعموا كذبا وفجورا خضوع عواصم عربية ثلاث لهم، فاستيقظ الملالي وعملاؤهم من الحوثيين من سكرتهم حديث الفعال لا الأقوال، فهذه صقور الجزيرة تدك معاقل عملائهم وتحكم سماءهم وتبخر أحلامهم تقود صقور الخليج، وهذه العرب قد اقبلت تساند وتدعم وتناصر ومن ورائهم دول الاسلام و الحلفاء من امبراطوريات الشرق والغرب. فانكشف للملالي الايرانية وأذنابهم من الحوثية وغيرهم صغارهم وحقارة مكانتهم بين العالمين. وتبخرت أحلامهم التوسعية وأمنياتهم الشيطانية، فهي وخططهم الاجرامية قد انتهت في مزابل تاريخ الحماقة والخيانة والعمالة.
فبالأمس أعلن ملك البلاد المفدى الحرب على الحوثيين وهو باسم الثغر وضيئ المُحيا فما كان ظالما ولا متسلطا بل ناصرا مُحقا فامر فكان فسرى قاداته بالجيوش بأسود الأرض تسابقها كاسـحات الجو مــن صقور السماء.
حلم بحكمة اتبعــه حزم وعزم سيتبعه بقدرة المولى وتأييده ونصره يقين. يأتي به صقورنا وأسودنا على بساط خليجي يمني محمول على أيدٍ عربية وعالمية العالم أجمع، فتنصاع له الملالي وأذنابهم صاغرين. ويأمن أهل اليمن ويعز الله دينه وعباده وتسقط الشعارات الفارغة الهوجاء للرعاع الحوثية والصفوية، ويأمل عرب الأحواز وسنتهم في نصر من الله قريب يحقق العدل والمساواة. ويضع الله الرعب في قلوب المتوحشة الأشرار من اذناب القاعدة وداعش الخبيثة، وتتقطع صلاتهم بتقطع قلوبهم من رهبة المُلك السعودي والنصرة الخليجية والتكتل العربي والاسلامي والعالمي المساند، فما هم غدا إلا طعام السباع والوحوش، إن لم يرجعوا لحكم الله ورسوله ويأتوا صاغرين للبساط السعودي والخليجي العربي.
ويقف الملك المفدى على النصر غدا بإذنه سبحانه، كما وقف عند إعلانه الحرب بالأمس، «تمر به الأبطال كلمى هزيمة ووجهه وضاح وثغره باسم». نصر يزفه إليه ولولي عهده الأمين مقرن المحبوب، ساعدهما وعضدهما أمير سياسة الداخل والخارج ولي ولي العهد عماد الأمن، وتد ثبات البلاد وحارس الحِمى محمد بن نايف سيف الدولة السعودية المدنية الحديثة «فألا أيها السيف الذي ليس مغمدا.. ولا فيه مرتاب ولا منه عاصم». وبين يديه قائد الدفاع وأمير الجيش وأمير الشباب، ومن حولهما الجند أبطال الصحراء وحوش الحرب حمائم المساجد محل الرأفة والرحمة في السلم والحق فهم آباء الابناء وأزواج البنات والأخوات.
فقد تجدد العهد والولاء بين الشعب وقيادته وجيشه، وما ضعف العهد قط يوماً ولكن المواقف تظهر ما في القلوب من الحب والوفاء.