شرم الشيخ - الجزيرة - محمد الرماح - علي البلهاسي - واس:
يعتمد القادة والرؤساء العرب في قمتهم بشرم الشيخ اليوم القرار الخاص بإنشاء قوة عسكرية عربية تشارك فيها الدول اختياريا.
وينص مشروع القرار على أن هذه القوة (تضطلع بمهام التدخل العسكري السريع وما تكلف به من مهام أخري لمواجهة التحديات التي تهدد أمن وسلامة أي من الدول الأعضاء وسيادتها الوطنية وتشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي العربي بما فيها تهديدات التنظيمات الإرهابية بناء على طلب من الدولة المعنية). وكلف مشروع القرار المقدم من مصر، أمين عام جامعة الدول العربية بالتنسيق مع رئاسة القمة بدعوة فريق رفيع المستوى تحت إشراف رؤساء أركان القوات المسلحة بالدول الأعضاء للاجتماع خلال شهر من صدور القرار لدراسة كافة جوانب الموضوع واقتراح الإجراءات التنفيذية وآليات العمل والموازنة المطلوبة لإنشاء القوة العسكرية العربية المشتركة وتشكيلها وعرض نتائج أعمالها في غضون ثلاثة شهور على اجتماع خاص لمجلس الدفاع العربي المشترك لإقرارها.
وكان وزراء الخارجية العرب قد أقروا خلال اجتماعهم مشروعات القرارات التي سيتم رفعها للقادة العرب وعلى رأسها إنشاء قوة عربية مشتركة لصيانة الأمن القومي العربي. وتم التوافق على إنشاء هذه القوة العسكرية للاضطلاع بمهام التدخل العسكري السريع وما تكلف به من مهام أخرى لمواجهة التحديات التي تهدد أمن وسلامة الدول الأعضاء وسيادتها الوطنية وتشكل تهديدا للأمن القومي بما فيها تهديدات التنظيمات الإرهابية. وكانت جلسات القمة العربية الدورية السادسة والعشرين برئاسة مصر قد استئونفت أمس السبت في شرم الشيخ، وذلك بعد انتهاء الجلسة الافتتاحية للقمة في وقت سابق السبت، وفي بداية الجلسة الثانية ألقى الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين كلمة أمام القمة هنأ فيها الرئيس عبدالفتاح السيسي على استضافة ورئاسة القمة الحالية، مؤكدا أن مصر قادرة على قيادة السفينة العربية إلى بر الأمان بكل حكمة واقتدار، في ظل ظروف صعبة والدقيقة من تاريخ الأمة العربية.
وقال : «إن مصر وعلى مر العصور كانت ولازالت هي السند للعرب وصاحبة الريادة للدفاع عن قضايا أمتنا ومصالحها». ووجه ملك البحرين الشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت لما بذله من جهود ومبادرات كثيرة تصب في مصلحة الأمة العربية وتعبر عن آمالها ورأب الصدع وتعزيز اللحمة خلال فترة رئاسته للدورة السابقة للقمة. كما وجه الشكر للأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي على جهوده والأمانة العامة في متابعة القضايا العربية وتقديم مقترحات وأفكارها البناءة لمصلحة العمل العربي المشترك، وأشاد بالدور المهم للجامعة في اتخاذ الخطوات المطلوبة من أجل إنشاء المحكمة العربية لحقوق الإنسان، وأكد العاهل البحريني أن اجتماع القمة الحالية في شرم الشيخ يعبر عن التئام الشمل العربي وينقل للعالم بأسره أن العرب متحدون في مواقفهم ويتبادلون الرؤى فيما بينهم ويأخذون قراراتهم بحكمة وروية ويحرصون على تنفيذها بأمانة وشفافية وصدق إحساسًا بالواجب القومي ولمواجهة التحديات الجسام في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ الأمة العربية. ثم ألقى فخامة الرئيس السوداني عمر البشير كلمة أمام الجلسة الثانية للقمة العربية بشرم الشيخ ، قال فيها «إن التحديات التي تواجهها بلادنا جليلة وكبيرة، فلا يجدي معها إلا أن نعتصم بحبل الله المتين، ونكون يداً واحدة «، مؤكداً أن يد الله مع الجماعة.
وأشاد فخامته بالدور الذي يقوم به صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الذي ترأس الدورة الماضية للقمة، قائلاً « إنها شهدت تحت قيادته عملاً كثيرًا وجهدًا مقدرًا مخلصًا». ووجه الرئيس البشير كلمته للرئيس المصري قائلا : «إن مصر بقيادة الرئيس السيسي، ستكون على قدر التحدي وستكون أهلا لهذه المرحلة». ثم ألقى فخامة الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيلة كلمة أمام الجلسة الثانية لمؤتمر القمة العربية أعرب خلالها عن ثقته في أن رئاسة مصر للعمل العربي المشترك في هذه المرحلة هي إضافة جديدة لجهود صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت خلال رئاسة الدورة الماضية للقمة.
وقال: « إن القمة تُعقد تحت شعار «سبعون عامًا من العمل العربي المشترك» في ظل ظروف معقدة وأحداث متصارعة تمر بها المنطقة العربية وجدول الأعمال المعروض علينا حافلًا بموضوعات سياسية واقتصادية واجتماعية كلها تصب في مصلحة الأمة « . وأضاف أن القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى ما زالت تبحث عن حل نهائي عادل يعيد الحقوق المسلوبة إلى الشعب الفلسطيني ليتمكن من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفي هذا السياق ندين ممارسات الاحتلال الإسرائيلي المتمثلة في بناء مستوطنات جديدة وعمليات تهويد القدس. وتطرق الرئيس الجيبوتي إلى العمليات الإرهابية في عدد من دول المنطقة. وقال « إن الإرهاب الذي كان وما زال يحاول البعض خلطه بالإسلام بدأ يكشف عن وجهه الحقيقي حيث أصبح المسلمون أكثر المتضررين منه ومن التطرف الذي طال حتى المساجد».
وشددد على ضرورة أهمية توحيد الجهود لمواجهة محاولات تشويه صورة الإسلام , كما أكد أهمية صيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الجماعات الإرهابية الذي يعد من أهم موضوعات هذه القمة, وقال « إن أمننا القومي يواجه مخاطركبيرة في أكثر من بلد ويستلزم منا تكاتف الجهود والتنسيق من جميع الأجهزة المعنية في الدول الأعضاء» .
ثم بعد ذلك ألقى صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر كلمة في القمة أعرب فيها عن تقديره لمصر رئيسًا وحكومة وشعبًا على الجهود المبذولة لإنجاح القمة العربية الـ 26، كما أشاد بالجهود التي بذلها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت خلال رئاسته للدورة الماضية للقمة وأثنى على جهود الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي في خدمة العمل العربي المشترك. وقال سموه: إن القمة العربية تعقد في ظل أوضاع إقليمية ودولية معقدة وتحديات خطيرة تواجهها الأمة العربية وتأتي القضية الفلسطينية في مقدمة هذه التحديات فلن يتحقق السلام والاستقرار والأمن في منطقتنا إلا بالوصول إلى تسوية عادلة وشاملة تستند إلى قرارات الشرعية الدولية والعربية وفق مبدأ حل الدولتين.
ودعا أمير دولة قطر - في كلمته - مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤوليته الأخلاقية والقانونية وإلى أخذ المبادرة لتحديد الإجراءات والتدابير اللازمة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقًا للقرارات الصادرة ذات الصلة وفي مقدمتها القرارات 242 و 338 بموجب نصوص الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة وضمن خطة عمل سياسية واضحة وفي إطار برنامج زمني محدد.
وأكد سموه ضرورة التحرك العربي دوليًا لوقف الاستيطان الإسرائيلي ورفع الحصار عن قطاع غزة الذي يعاني أزمة إنسانية غير مسبوقة. وحول الوضع في سوريا قال أمير دولة قطر: « سبق أن طرحت الجامعة العربية في بداية التحرك الشعبي السوري حلًا سياسيًا يؤمن تغيير سلميًا توافقيًا وتسوية تشمل النظام نفسه طرفًا فيها ولكن النظام رفض وأطلق عملية الإبادة والتهجير ضد شعبه ولا يفوتني هنا أن أؤكد مجددًا أن علينا كعرب وعلى المجتمع الدولي القيام بالواجب الإنساني تجاه الشعب السوري في مناطق النزوح في سوريا أو في مناطق اللجوء في دول الجوار وتقديم كل أنواع المساعدات لهم للمساندة وشد أزرهم في مواجهة المصاعب الحياتية التي يعانون منها».
وعن ظاهرة الإرهاب, قال سموه: « إن العالم شهد خلال السنوات القليلة الماضية تنامي ظاهرة الإرهاب وامتدادها في دول عربية عديدة وأصبحت تمثل خطرًا جديًا على الأمن الإقليمي العربي والأمن الدولي على حد سواء ولا يمكن فصل ظاهرة الإرهاب عن عوامل عديدة تراكمت على مدى العقود الماضية كيأس الخاسرين من عمليات التحديث دون تنمية». وحول الوضع في اليمن قال الشيخ تميم بن حمد آل ثاني: «إننا في اليمن الشقيق انطلقنا من أن مخرجات الحوار الوطني الذي تم وفقًا للمبادرة الخليجية وبرعاية الأمم المتحدة تشكل أساسًا متينًا لمرحلة جديدة في اليمن على أساس المشاركة بين جميع الأطياف على النحو العادل والمتكافئ, إلا أن الأحداث الأخيرة التي قامت بها مليشيات الحوثي وبالتنسيق مع الرئيس اليمني السابق هي اعتداء على عملية الانتقال السلمي في اليمن, وتفرغ نتائج الحوار الوطني من مضمونها وتصادر الشرعية السياسية, وتقوض مؤسسات الدولة, والأخطر من هذا كله أنها تزرع في اليمن بذور ظاهرة مقيتة لم تكن قائمة فيه وهي الطائفة السياسية ولهذا تتحمل تلك المليشيات والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح المسؤولية عن التصعيد الذي جرى مؤخرًا».
وأضاف « إننا من منطلق التضامن العربي ندعو كافة الأطراف والقوى السياسية إلى تغليب مصلحة اليمن وشعبها واحترام الشرعية المتمثلة في فخامة رئيس الجمهورية اليمنية عبدربه منصور هادي وحكومته المعترف بها من المجتمع الدولي بسحب مليشيات الحوثي من مؤسسات الدولة والأماكن العامة والعمل على استكمال تنفيذ العملية السياسية, وعلينا جميعًا الاصطفاف إلى جانب الشرعية في اليمن ورفض سياسة فرض الأمر الواقع, وذلك للحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره ولن تألو دولة قطر جهدًا في تحقيق ذلك بالتعاون مع الأشقاء » .
وعن الوضع في ليبيا, قال سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني: « إن موقفنا ثابت إزاء التطورات الأوضاع في ليبيا, وسيبقى داعمًا للحوار الوطني بين جميع الأطراف انطلاقًا من رؤيتنا في أنه لاحل عسكري في ليبيا، وأن المخرج الوحيد من تداعيات الأزمة هو حل سياسي يحترم إرادة الشعب الليبي ويلبي طموحاته المشروعة في الأمن والاستقرار ويهيئ الظروف لإعادة بناء الدولة ومؤسساتها بمشاركة جميع القوى السياسية والاجتماعية الليبية ودون إقصاء أو تهميش بعيدًا عن التدخلات الخارجية.. وفي هذا الصدد.. نؤكد على دعمنا ومساندتنا للجهود التي تبذلها الأمم المتحدة ودول الجوار الليبي والهادفة إلى تفعيل الحوار الوطني بين جميع مكونات الشعب الليبي للوصول إلى حل سياسي يحقق تطلعات وآمال الشعب الليبي» . ومن جهته، أكد فخامة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في كلمته على ضرورة تكاتف جهود الدول العربية لمواجهة الإرهاب، مشيرًا إلى أن «الإرهاب في المنطقة العربية يسعى إلى تقويض سلطة الدولة ونشر الفوضى وهو مشروع أشد خطرًا وتأثيرًا على أمننا واستقرارنا من التهديدات الأخرى». وقال السبسي: إن الإرهاب يستدعي من دولنا التعبئة العامة واتخاذ التدابير الكفيلة بدحره قبل استفحاله وانتشار آثاره المدمرة حفاظًا على سلامة دولنا وأمن شعوبنا. وبشأن التطورات في اليمن، عبر فخامته عن بالغ القلق لما آلت إليه الأوضاع في اليمن مؤكدًا دعم بلاده الكامل للسلطة الشرعية في هذا البلد والحفاظ على أمنه واستقراره واستقرار المنطقة. وحول القضية الفلسطينية، قال الرئيس التونسي: إن «ما تشهده منطقتنا من تحديات ومخاطر لا يمكن أن يشغلنا عن القضية الفلسطينية التي تظل قضيتنا الأم وهي تحتاج منا مزيدًا من الدعم والمساندة قصد وضع حد لمعاناة أبناء الشعب الفلسطيني لإيقاف الأنشطة الاستيطانية ومصادرة الأراضي والأموال ومحاولة تهويد مدينة القدس» ، داعيًا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته لاستصدار قرار أممي يعجل باستئناف مفاوضات سلام جادة ومحددة بسقف زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. وبشأن ما يجري على الساحة الليبية، أكد فخامة الرئيس التونسي أن ما يحدث في ليبيا مثير جدًا للانشغال في تونس بحكم علاقات الجوار المباشر وتأثيرات الوضع في هذا القطر على أمننا واقتصادنا، مجددًا تضامن بلاده الكامل مع ليبيا حفاظًا على سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها، داعيًا جميالأطراف الليبية للاحتكام إلى الحوار والالتزام به سبيلًا لتجاوز الخلافات. وفيما يتعلق بسوريا، أشار الرئيس السبسي إلى استمرار معاناة الشعب السوري في ظل تواصل عمليات القتل والعنف والدمار وغياب آفاق الحل السياسي، وقال : «نؤكد دعمنا للجهود الدولية الهادفة لإيجاد تسوية سياسية لهذه الأزمة التي خلفت عشرات الآلاف من القتلى وشردت الملايين بين نازحين ومهجرين». وبدوره ألقى فخامة رئيس دولة فلسطين محمود عباس كلمة دعا فيها أبناء الأمة العربية إلى زيارة القدس والصلاة بها لدعم صمود أهلها، مؤكدًا أن هذا الأمر لا يعني تطبيعًا مع الاحتلال الإسرائيلي. وقال فخامته: « إن زيارة السجين لا تعني التطبيع مع السجان، فالحرب الأخيرة على غزة خلفت دمارًا وخرابًا يحتاج لسنوات طويلة من إعادة الاعمار، والقضية الفلسطينية تعرضت منذ الدورة السابقة للقمة العربية لجملة من الأحداث والتطورات كان أبرزها توقف المفاوضات بالكامل مع القضية الفلسطينية رغم الجهود الكبيرة التي بذلها الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري وكذلك جامعة الدول العربية والعديد من دول العالم وذلك بسبب عدم التزام الحكومة الإسرائيلية بالاتفاقات الدولية والإصرار على نشاط الاستيطان ورفض إطلاق سرح أسرانا « . وتابع فخامته قائلًا : إن أخطر ما أقدمت عليه حكومة الاحتلال الإسرائيلي هو نشاطها الاستيطاني غير المسبوق في القدس من خلال العمل على تهويد القدس وتغيير طابعها والاعتداء على المقدسات خاصة في المسجد الأقصى، بما يهدد بتحويل الصراع من سياسي وقانوني لصراع ديني، وهو أمر ينذر بعواقب كارثية تشمل العالم بأسره. وأكد أن التطورات الأخيرة في إسرائيل والانتخابات الإسرائيلية الأخيرة تشير لابتعاد إسرائيل عن السلام واتجاهها نحو مزيد من التطرف والعنصرية، لافتًا الانتباه إلى أن إسرائيل تنكر حق الشعب الفلسطيني في العيش بكرامة على تراب وطنه. وعد رئيس دولة فلسطين الاعتداءات على المقدسات واستمرار التهويد من أخطر ما أقدمت عليه إسرائيل مؤخرًا، موضحًا أن القدس تعيش ربع الساعة الأخير قبل أن يكتمل تهويده. وأوضح الرئيس عباس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أكد أنه لن يتفاوض على حل القضية الفلسطينية، لافتًا الانتباه إلى وجود مخططات إسرائيلية لإقامة دولة في قطاع غزة وحكم ذاتي بالضفة الغربية باستثناء القدس. وقال: إن إسرائيل تمردت على كل الاتفاقيات المعقودة معها وازالت تمارس العدوان على فلسطين، لافتًا الانتباه إلى أنها تبعد عن السلام وتتجه نحو مزيد من التطرف والعنصرية.
وبدوره قال فخامة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود خلال كلمته أمام القمة إن أمام الدول العربية تحديات كبيرة تتطلب مزيدًا من التضامن والتعاون، لافتًا الانتباه إلى أنه رغم مرور70 عامًا على إنشاء الجامعة العربية إلا أن الدول العربية لم ترتق إلى مستوى التحديات التي تواجه الأمة. وأضاف الرئيس الصومالي إن «الحرب الأهلية في الصومال انتهت ونخوض الآن حربًا ضد الإرهاب»، وتابع : «ننتصر في معركتنا مع حركة الشباب الإرهابية وبدأنا معركة الإعمار».
ودعا إلى عقد مؤتمر لإعادة إعمار بلاده، مطالبًا قادة الدول العربية بضخ الاستثمارات لدعم جهود التنمية في الصومال، موضحًا أن الصومال مازال أمامه تحديات كبيرة تتطلب مزيدًا من التضامن والتعاون. وشدد على أن المعارك مع حركة الشباب المتمردة ناجحة وبدأت مرحلة الإعمار بمعاونة الدول الصديقة، مؤكدًا أن بلاده بصدد إصدار القوانين المنظمة للعملية السياسية المكملة لمنظومة الفيدرالية في البلاد.
وعقب انتهاء الرئيس الصومالي من كلمته، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي انتهاء جلسة العمل الأولى للمؤتمر على أن تعود للانعقاد في جلسة عمل مسائية. استأنفت القمة العربية الـ 26 المنعقدة بمدينة شرم الشيخ المصرية أعمالها أمس بجلسة علنية ثالثة برئاسة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وذلك عقب انتهاء الجلسة المغلقة التي ناقش فيها القادة العرب جدول أعمال القمة ومشاريع القرارات المرفوعة إليهم من جانب وزراء الخارجية العرب.
وقد بدأت أعمال الجلسة بكلمة لرئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور أكد فيها ضرورة التعاون والتنسيق والعمل العربي الجماعي وصولاً إلى إستراتيجية عربية شاملة تعالج خطر تجدد الإرهاب والعنف الطائفي والسياسي الذي تشهده المنطقة، ويسعى إلى تشويه صورة الدين الإسلامي الحنيف ورسالته الإنسانية النبيلة.
وشدد على ضرورة مجابهة ومحاربة الإرهاب والجماعات الإرهابية والتطرف دفاعًا عن الدين وقيمه الإنسانية المثلى، مؤكدًا أن الجماعات الإرهابية تستهدف أمن الشعوب العربية ومستقبل هذه الأمة.
وفي الشأن اليمني جدد موقف بلاده الداعم للشرعية اليمنية وتقديم كل الدعم له بما يصون استقراره ويحافظ على استقلاله السياسي ويرسخ أمنه بشكل يحفظ وحدة الأراضي اليمنية ويحمي حدوده ولا يهدد بأي شكل من الأشكال دول جواره، ولا سيما دول الخليج العربي التي أكد أن أمنها من أمن المملكة الأردنية, ولا يقبل المساس به بأي شكل من الأشكال، وأعرب عن تطلعه إلى أن يتمكن اليمن بجهود أبنائه ومختلف القوى السياسية من تجاوز الأحداث السياسية التي يمر بها، وصون وحدته الوطنية والمحافظة على سيادته، مؤكدًا دعم بلاده الكامل للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومسيرة الحوار الوطني بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، مع إدانة جميع أعمال الإرهاب التي تستهدف أبناء الشعب اليمني الشقيق ونسيجه الاجتماعي. وحيال القضية الفلسطينية قال رئيس الوزراء الأردني «إن هذه القضية هي جوهر الصراع في الشرق الأوسط، وهى مدخل الحل لقضايا المنطقة وتجسد حق شعب فلسطين في الحياة وتحقق تطلعاته المشروعة في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة القابلة للحياة على ترابه الفلسطيني على خطوط يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية،استنادًا لحل الدولتين وقرار الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية التي تشكل بمجملها الأساس لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتحقيق السلام في الشرق الأوسط»، داعيًا المجتمع الدولي والقوى المؤثرة لتكثيف الجهود من أجل استئناف المفاوضات بهدف التوصل إلى حل عادل ودائم للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.