د. خيرية السقاف
قلت: إن الحقائق تشرق في المواقف..
ذلك لأن المواقف التي تطفيء الحرائق, وتخرج الضغائن من النفوس، هي كشفٌ لحقيقة الأصل في القلوب..
و«عاصفة حزم» كشفت ما في قلوب أبناء هذا الوطن باختلاف توجهاتهم, وأفكارهم, واختلاف روآهم، وتفاوت قناعاتهم, وتنوع أصواتهم, وألوانهم, فأبانت استقرار الأخوة بينهم, والتحام النبض فيهم، والالتفاف حول مبادئهم، وقيمهم، ولحمة وطنهم, والإحساس ببعضهم, وتقدير سياستهم، وقادتهم, وتكافل رعايتهم، وعضدهم, وتوحد مصالحهم, وهمومهم..
ومن قبل وبعد حقيقة إيمانهم..وخلوص نواياهم..
كل شيء عدا هذا انزاح لركن قصي،..
وبرزت إشراقة الموقف, ونصاعة الانتماء, وسلامة النوايا, وصدق التلاحم، وقوة التعاضد...
« عاصفة حزم» صوبت كثيراً من مسارات جداول العلاقات الفردية، والجمعية سواء بين مختلف الأبناء في الوطن من القمة للبسيطة, أو كل الجيران من الجدار، للباب...
فالمواقف أيضاً هي ما قلت سابقاً: محكات، ومقاصل..
تجز السالب، وتظهر الموجب, والعكس..
وفي هذه الوقفة الوطنية أشرقت، وأحرقت..
فاللهم أحفظنا نائمين ومستيقظين, راجلين وراكبين, فرادى وجماعات..
واللهم اجعلنا على قلب واحد،..
ورأي إن اختلف لا يباعد, وإن اتفق لا يقوى إلا على الفاسدين في الأرض, أو من يمس هذا الثرى المنبسط تحت أقدامنا..
جعلنا الله في كنف حفظه, وأمنه..,
وجعلنا جميعنا في هذا الكنف...
آمين.., آمين.., آمين.