د. عبدالعزيز الجار الله
تحركت السعودية بفارق ساعات أو أيام قبل أن تحدث كارثة اليمن ويمسك الحوثيون وقوات علي عبد الله صالح الرئيس السابق وإيران بمفاصل الجغرافيا السياسة في اليمن، حيث كانوا على وشك السيطرة على عدن العاصمة الاقتصادية ومضيق باب المندب والميناء الحيوي محافظة تعز، وهذا حدث للبحرين عندما تدخلت السعودية في الساعات الأخيرة لمحاولة احتلال إيران للبحرين عبر عملاء أحزابها وأعوانها.
إرادة الله كانت وراء تحرك السعودية وإعطاء الملك سلمان أوامره للبدء بالهجوم على الجماعة الحوثية المتمردة والمدعومة من إيران من أجل إجهاض محاولة إيران احتلال اليمن والتي كانت تدعي أنها تسيطر على (4) دول عربية: لبنان، سوريا، العراق، اليمن.
أزمة اليمن رغم ما تحمله من مأساة للشعب اليمني وإضافة أعباء جديدة للهم السياسي العربي إلا أنها كانت بداية لتصحيح أوضاع العرب تولتها الدولة السعودية وأعلنها الملك سلمان لبدء مرحلة تصحيح الربيع العربي الذي انهارت معه وتفككت العديد من الدول العربية وتاهت الشعوب وتداخلت أطالس وخرائط الوطن العربي ببعضها, فقد ولد من مأساة حرب اليمن إضاءات وإيجابيات, فإعلان الملك سلمان الحرب على الإرهابيين في اليمن مارس 2015م تعد نقطة تحول في الوضع السياسي العربي، هذه التحولات هي:
أولاً: الربيع العربي، تعد حرب السعودية والتحالف العربي نهاية مرحلة الربيع العربي (السلبي) التي عصفت بالوطن العربي وعرضته للمخاطر.
ثانياً: الحلم الإيراني، نهاية الحلم الإيراني في السيطرة على الوطن العربي إما بالاحتلال المباشر كما في العراق أو السيطرة على القرار السياسي كما في لبنان وسوريا واليمن.
ثالثاً: المد الشيعي, وقف المد الشيعي في الوطن العربي والحد من نشر المذهبية الدينية المتطرفة.
رابعاً: الروح العربية، عودة إلى الروح العربية التي تراجع شأنها بعد احتلال العراق 2003م وتطاول إيران على العراق وإحيائها للنعرات والقوميات والأقليات في العراق وسوريا ولبنان بهدف تحجيم الأمة العربية.
خامساً: القوة العربية، أتاحت للعرب أن يظهروا قوتهم للعالم وإبراز هذه القوة أمام القوميات الفارسية والتركية واليهودية والعالم الغربي، حيث برزت قوة العرب في الكثافة السكانية والقوة العسكرية وسرعة الاستجابة للدفاع عن المنطقة العربية.
سادساً: التضامن العربي، عودة من جديد للتضامن العربي الشعبي الذي سيقود إلى تضامن اقتصادي دعماً للتكتل السياسي والعسكري.
سابعاً: مستقبل إيران، حرب اليمن طرحت قضية إيران على طاولة البحث كدولة تبنت القلاقل وزرعت الخوف عبر أحزابها الشيعية المتطرفة وانكشف للعالم عدوانيتها, وأيضاً هشاشة وضعها في الداخل، وهذا يكشف مشكلاتها الداخلية وما لديها من قوميات ومذاهب متصارعة قد تؤدي إلى عدم استقرارها.