قامت الحرب وانفجر الغضب بعدما نفد الصبر واُستنفدت جميع وسائل الحلول وظن البعض أن الحلم مأخوذ من الجُبن ولكن لا محال، فقد حانت ساعة الصفر وبدأ ما كنا ننتظره وينتظر معنا كثيرون لنعطي للحوثيين أشد أنواع الدروس لتأديبهم وعودتهم للوراء. عند منتصف الليل قالها سلمان بن عبدالعزيز وبدأها بساعة الانطلاق بعد أن وحد كلمة الخليجيين تحت سقف (قصر العوجاء) بالرياض وجاء اتحادهم حينما انطلقت طائراتهم لتحرير اليمن من براثن الحوثية وأتباعها الغير شرعية والدخيلة المتواجدة باليمن الشقيق.
لقد لبى الملك المفدى سلمان بن عبدالعزيز النداء الذي أطلقه الرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور هادي بضرورة تدخل عسكري من قبل دول مجلس التعاون الخليجي لإنهاء الانقلاب الحوثي، وجاءت اللحظة الحاسمة التي أعادت للعرب كرامتهم ورفعت رؤوسهم واستنشق كل عربي ومسلم هواء عربيا.
أما علاقتنا باليمن الشقيق فهي علاقة قديمة لها جذور من أواصل القربى واشتراك المصير وتبادل المنافع ونماذج الثقافات والعادات. وقضايا اليمن وهمومه جزء لا يتجزأ من هموم هذا البلد وأهله حيث أننا وقفنا ونقف معهم في أشد حالاتهم وحاجاتهم. ومنذ سنين طوال مضت والمملكة العربية السعودية تعمل على مساندة الشعب اليمني الشقيق وبذلت كل الجهود الداعية إلى الاحتكام للعقل والحكمة ونبذ الفرقة والاختلاف بين القوى السياسية على الساحة اليمنية، لأن المملكة تدرك تماما بأن استمرار الخلافات بين هذه القوى سيدفع بهذا البلد الشقيق إلى مخاطر جسيمة تهدد أمنه واستقراره وتزرع فتيل الفتنة بين قبائله ومذاهبه. وحينها لن يستطيع أيا كان إيقاف التدهور الذي سيلم به، لا سيما إذا ظلت الأطماع الخاصة من تلك الدولة الدخيلة تقوده نحو المجهول. أما القرار الذي اتخذ من الرياض ومن شقيقاتها دول مجلس التعاون والأشقاء العرب والمسلمين ومحبي السلام في العالم، فقد كان صائبا لإسكات أفواه أعداء السلام والمتلبسين بثياب وشعارات إسلامية ومجسمات دينية وهي بعيدة كل البعد عن الاستقرار والسلام.
لقد جاء التحرك العسكري الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ببداية ضربة قاصمة لكل الأعداء بعدما فشلت كل السبل الداعية إلى السلام، وبعد رفض هذه الأقلية الحوثية الباغية كل المساعي الصادقة من الحكومة اليمنية الشرعية زمن كل دعاة السلام، وبعد أن تفاقم التدخل الإيراني المغطى بلباس طائفي في البلاد العربية في سوريا والعراق ولبنان ومحاولات في الجزيرة العربية. فكان لابد من إيقاف هذا المد وحصره بل والقضاء على جذوره.
ومع إطلاق عاصفة الحزم تنفس الشارع العربي من خلال هذه الانطلاقة الصحيحة ولا مجال بعد ذلك إلا إلى استخدام القوة لما أخذ بالقوة، وهنا أقصد القوة العربية والإسلامية وبكل حزم. ولقد كان للتأييد العربي والإقليمي والعالمي الأثر البالغ في نفوس كل العرب والمسلمين بعدما استردوا كرامتهم. وعلى أعداء الأمة أن يفكروا مليا في المستقبل قبل الإقدام على مغامرات غير محسوبة.
د. رياض بن كمال نجم - رئيس الهيئة العامة للإعلام - المرئي والمسموع