يوسف المحيميد
منذ أن درجت على هذه الأرض وأنا أفخر بوطني كثيراً، لكنني اليوم فخور به أكثر، لأن شبابه يقودونه إلى العزة والكرامة، يضعونه في المكانة التي يستحقها عربياً وإقليمياً ودولياً، فحين عبثت ميليشيا الحوثي على حدودنا عام 2009، تراشقت معها قوات الحدود، وقتها لم يتحالف معهم المتلوّن صالح، الذي وفرت له المبادرة الخليجية الحصانة من المحاكمة، وعالجه السعوديون بعد إصاباته الخطيرة، ثم تحالف مع أنصار إيران، الحوثيين، وانقلب على الحكومة الشرعية، واحتل المدن اليمنية واحدة تلو الأخرى، ولم يستجب للنداءات المختلفة، العربية والدولية، معتقداً أن الجيش السعودي هم بضعة أفراد من حرس الحدود، ومفسراً صبر هذه البلاد، وحلمها الواسع، بأنه جبن وخوف وتردد في الحسم والحزم، حتى باغتته عاصفة الحزم، بقادة سعوديين شجعان، يحلقون بمائة طائرة، ويحددون أهدافهم العسكرية بدقة متناهية، ليعود باحثاً عن طاولة الحوار، دون أن يفهم أن الحوار الآن هو حوار الغارات، حتى يسلّم هو وجيش قبيلته وميليشيا الحوثي أسلحتهم، إلى السلطة الشرعية والجيش النظامي!
كان يظن أن هذه البلاد لا تستطيع أن تحمي نفسها إلا بمساعدة القوات الأمريكية، كما في حرب الخليج الثانية، وكان يشعر بالاطمئنان إلى أن أمريكا في ولاية (أوباما الضعيف) أجبن من أن تدخل حرباً، ولو كانت حرباً عادلة، ولم يدرك أن ربع قرن مرت، خلقت لنا جيلاً حربياً شاباً، متعلماً ومثقفاً وشجاعاً، توفر له العلم والتدريب والأسلحة الحربية النوعية والمتطورة، وهو قادر على حماية تراب هذا الوطن العظيم ومقدراته!
حين تشير بلادي بحزم، بأن من يقترب من موانئ اليمن، سيتعرض للقصف، فهي تفعل ذلك لأنه اليمن الشقيق، اليمن الجار، يمن الأهل والأصدقاء، يمن العروبة الذي لا نتخيل أبداً أن يكون تحت سلطة دولة فارس وهيمنتها، لا نتخيل ذلك أبداً، فضلا عن أن نسكت عنه، أو أن نقبل به.
ها هي القوات الجوية تنفذ عملياتها بدقة، وها هي القوات البحرية، وفي عملية نوعية وناجحة، تجلي البعثات الدبلوماسية للسعودية والإمارات وقطر من مدينة عدن، حماية لأرواحهم من الاضطراب الأمني هناك، وها هو ملك هذه البلاد يذهب بثقة الكبار وإيمانهم، إلى مؤتمر القمة العربية، ويتحالف معه الجميع، وتصدر قرارات القمة التي تتبنى كل ما من شأنه إعادة اليمن إلى استقراره وطمأنينته، ولتقطع الطريق تماماً على الحالمين من الحوثيين والتابعين لعلي عبدالله صالح، رغم خطابه الذي يطالب فيه إيقاف الغارات، والعودة إلى صناديق الاقتراع، متعهداً بأن لا يكون هو، ولا أولاده، من المرشحين للرئاسة، لكنه حسب خطابه ذلك يرفض الرئيس الشرعي للبلاد، وهو ما تدعو له القمة العربية، بأن تعود الشرعية الدستورية، والرئيس هادي إلى اليمن، وتسلم كافة الميليشيات الأسلحة التي تمتلكها، أو التي استحوذت عليها!