لم يدر في خلد الحوثيين ومناصرهم ثعلب اليمن أن على الباغي تدور الدوائر.
فرغم العبث طوال ثلاثة عقود بمقدرات الشعب اليمني ومستقبل أبنائه لم يكتف صالح بذلك، بل ختمه بتفجير الوضع الداخلي لليمن وسوقه إلى حرب أهلية وتدمير مؤسساته بمشايعته للحوثي إيراني الهوى.
ولكن الله لا يضيع عبيده فمهما ظن الباغي أنه غالب لا محالة فلا بد أن ينجلي الظلام وتشرق الشمس.
جاء هذا الإشراق مبكراً في منتصف الليل حينما أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز صقوره أن يبددوا ظلام الحوثي وصالح الذي ليس له من اسمه نصيب.
كان ذلك بعد أن أيقنت المملكة أن الحوثي وصالح يشترون الوقت حتى يمسكوا بالأرض ومن ثم يفرضون الأمر الواقع.
هيهات، فللمملكة تجارب سابقة وليست بالخب ولا الخب يخدعها.
كل ذلك بعد أن حاولت المملكة وصبرت حتى ملّ الصبر بجمع كلمة أحزاب اليمن السياسية فتحمّلت ترهات صالح ووضعه للعصي في الدواليب فأخرجته بالمبادرة الخليجية وحفظت ماء وجهه وأنقذته من الهلاك بعد الله وأعطت للحوثيين الفرصة تلو الفرصة لعلهم يثوبون إلى رشدهم ولكنهم أمعنوا في ظلم اليمنيين وتمادوا في غيهم باجتراح أسباب واهية لقضم اليمن قطعة قطعة.
وهنا استشعرت المملكة عظم المسؤولية الملقاة على كاهل أشقاء اليمن وأصدقائه.
فأمسكت بزمام المبادرة والحزم في امتثال الآية الكريمة:{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}،
وكأن العالم بعربه وعجمه كان ينتظر الشجاع الذي يقوم بهذه المبادرة في الحزم لينضوي تحت لوائه ولا أدل على ذلك من الإجماع العربي والدولي الذي لاقته هذه الحملة بقيادة المملكة العربية السعودية، والأهم من ذلك هو استبشار اليمنيين في الداخل والخارج بنهار كانوا يظنونه بعيداً فأصبح قريباً بفضل الله تعالى ثم بفضل حنكة وحزم خادم الحرمين الشريفين الذي وقف في وقت يعز فيه الصادع بكلمة الحق فأرسل أبطاله ليعيدوا الأمور لنصابها فصدق بيت شاعر العربية المتنبي حينما قال:
تمر بك الأبطال كلمى هزيمة
ووجهك وضاح وثغرك باسم
وبمشيئة المولى عزَّ وجلَّ سيكون ثغر أبناء اليمن جميعهم وبكل أعراقهم وطوائفهم وانتماءاتهم باسم ووجههم وضاح مشرق لمستقبل جديد مزدهر تساعدهم في رسمه شقيقتهم الكبرى المملكة العربية السعودية بقيادتها المحبة لكل أشقائها وأصدقائها.
- م. سعود بن ماجد الدويش