وطنُ النُّجوم..
كأنَّ ساقيةَ المنى تجري
وتحملُ كلَّ أحلامِ السواقي
في الغناءْ
* * *
تُوحي بأنَّ الأُفْقَ
نبعٌ من ضياءْ
ورُباكَ من ألقِ العبيرِ
سناً يزفُّ إلى الرياض
رفيفَ زقزقةِ البلابلِ
والمساءاتِ الندية، عندما
تمضي بنشوتها مُعطَّرة الرؤى سُحب المساءْ
وطنٌ يتوَّجُ بالبطولة
والإباءْ
وطنُ المنى، والصِّيدُ فوقَ ربوعه
شُمُّ الأنوف، وساقيات المجد
فوق ذرى الجبال
تروي لهذا الدهرِ ما كتب الرجالْ
بسِواعدٍ سمراءَ آلاف الملاحم
فوق هذي الأرض
فوق ثرى الجدود
كم فاض من دمهم نشيدْ
ولكم تعالت من جراحِ الرائعينَ
بيارقٌ، واستنهض الوادي قصيدْ
محفوفةٌ بالشِّعر هذي الأغنياتُ
وبالمكارمِ حُفَّتِ الأرجاءُ
تنهضُ الصحراءُ
ويُشارُ للآتين في زمن الفتوحْ
عمرٌ وخالدُ والمثنى
والبقيةُ من ربيعةَ، أو مُضَرْ
لم يثنها عن غاية دمُها ولم
تأبه بأنهار الجراح
تبني صروح المجد
تُعلي للجبال الشَمِّ
مئذنة الفلاح
هي ذي رياحُ الفاتحين
أوائلٌ رسموا الطَّريق
لكلِّ آتٍ أسمَرِ
فاقرأ بذاكرةِ الزَّمان
صحائف التاريخ من مِسْكٍ
تفوحُ، وعَنْبرِ
واقرأ كتاب المجد عنَّا
بين ما ترك الأُباةُ
على تراب البيد
فوق رُبى الحجاز
وبين ما تركت خيولُ الصبح
فوق المعذرِ(1)
قلتُ: اعبري
فالأرضُ زاحفةُ إلى غدها النَّضيرِ
من الرِّمال تمرُّ فوق النَّار حتَّى
ذلك الوادي الثري.
وطن النُّجوم
وليس منْ وطنٍ سواكْ
يزهو بثوب الكبرياء ويزدهي
بشموسه فوق الأراكْ
يا رائعاً والصُّبْحُ يُشرق من رُباكْ
طُفْ بالعلا
واملأ رحابكَ بالمنى
وازرع بسارية البروقِ
التمتماتِ الواعدة
من أمةٍ تمضي إلى أمجادها
حفتْ بها تلك السطورَ الخالدةْ
للباطل المزعوم جولتهُ الأخيرة إنَّما
للحقِّ جوْلاتُ الآباء
ورايةْ النصْر اشتعالُ الأعنيات إلى ذُراها صاعده
شعر: خالد محمد الخنين - الرياض