أصبحت هذه المقولة صورةً حية يراها العالم أجمع حاضرة أمامه ليلة 26 مارس، متمثلة بهبوب عاصفة «حازمة» في وجه الطغيان.. عاصفة اتخذت من الحزم اسماً، ومن الملك سلمان روحاً، ومن الأمير الشاب قائداً، لتثير زوبعة بالجنوب أمام قوى الشر التي تطاولت وتكالبت لتخنق صرخات الضعفاء بمباركة الشيطان الأكبر.. عاصفة ردد العالم إسمها بمختلف اللغات واللهجات، مقرونة باسم الأمير الشاب الذي أصبح رمزاً لأبناء الشعب يحتذى به كاسم مرادف لروح الحياة ، وغدت أصداء حروفه وكلماته خفقات تنبض بقلوب الأمة، ليعيد مجد الأجداد ويخط تاريخ العروبة والإسلام من جديد..
لقد جاءت عاصفة الحزم استجابة لنداء حكومة اليمن الشرعية من أجل شعب تقاذفته قوى الشر وتطاولت على أراضيه وحكومته عصابات تتبع أجندات خارجية. جاء الحزم بعد الاكتفاء من محاولات الإقناع والحوار السلمي ليكون خطوة رائدة في مشروع مكافحة الإرهاب، من أجل تثبيت الشرعية في اليمن ومن أجل إنقاذه من مصيدة أجندات تستهدف المنطقة لتحقيق مآرب ومصالح ذاتية.
هذه العاصفة هبت وامتدت ليس لجنبات اليمن فحسب، بل رددت أصداؤها وسائل الإعلام الورقية والرقمية، ومواقع التواصل الاجتماعي، التي غدت محركاً لعقول الشعوب وعواطفهم، بما يتم تناقله من صور ومقاطع وتسجيلات وتغريدات متنوعة المصادر والأهداف..
هنا لا بد أن نقف وقفة صادقة ونضع أيدينا بأيدي قادتنا ، مع تفعيل دورنا الوطني الحقيقي بالإسهام في رفع مستوى الوعي لأبناء الأرض الوفية حتى لا يكونوا ضحايا الحرب الإعلامية المصاحبة من جهات مشبوهة تحاول اختلاق الأكاذيب والأحداث، ونشر الأخبار الكاذبة المضللة، التي عادت ما يتناقلها البعض بحسن نية ليتم تفسيرها واثارة الشبهات حولها من حسابات مستأجرة، تحاول النيل من وحدتنا كشعب عربي مسلم، فرح، وصفق، وبكى، لشعوره ببوادر وحدة عربية اسلامية تلوح بالأفق لترسم أملاً جديداً في نبض الأمة.
هذه المشاعر لا بد أن نتوجها بوقفة صادقة أمام الحسابات المشبوهة والإعلام المستأجر الذي يحاول رسم صورة مغايرة للحقيقة بترديد مصطلحات كالعدوان والتدخل الأجنبي ، رغم أنه نصرة عربية اسلامية لإنقاذ شعب حر من براثن الشر والعصابات المتمردة التي نالت من الشرعية في بلد مسالم.
نحن نعيش في عالم أصبح للإعلام دور حيوي في تحريك الشعوب وتحقيق الأهداف ، ومن واجبنا كمواطنين أن يكون لوسائله ومواقعه نصيب من أصداء مشاركاتنا الوطنية في رفع مستوى الوعي والتذكير والتوجيه لأبناء البلد بضرورة أخذ الحيطة والحذر من تناقل الأخبار والتغريدات التي لا تصدر من مصادر رسمية موثوق بها، أو تناقل الصور التي ترصد تحركات قوات الجيش، أو تداول الحكايات الوهمية للإثارة والشهرة فقط.فنحن نعيش في بلد واحد يستحق أن نقف من أجله بقلوبنا وعقولنا يداً واحدة مع قادتنا وجيشنا بما يحقق روح الانتماء الحقيقي والوحدة الوطنية لأبناء الشعب، سواء كان ذلك على مستوى المدارس أو الجامعات أو وسائل الإعلام الرسمية أو مواقع التواصل الاجتماعي، لتكون حملة توعية شاملة بضرورة الالتزام بالتوجيهات التي تصدر من الدولة والترفع عن تناقل ما يضر أمننا ووحدتنا أو تصديق الإشاعات الصادرة من الحسابات المشبوهة.
فكلنا ثقة أنها بداية لعهد مشرق في نبض الأمة يرسم مستقبلاً أفضل بإذن الله.
- جامعة سلطان بن عبد العزيز