عندما أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية - حفظه الله - شارة البدء لعملية «عاصفة الحزم» لاستعادة الشرعية في اليمن الشقيق فجر يوم السادس من جمادى الآخرة هذا العام 1436هـ.
عبرت جميع أطياف الشعب السعودي والهيئات والمرجعيات الرسمية في المملكة وخارجها وكذلك المنظمات الرسمية وأغلب الدول الشقيقة والصديقة ووسائل الإعلام العربي والعالمي عن تأييدها لهذه العملية الجبارة والفريدة من نوعها لما يترتب عليها من فرض الاستقرار والأمن في بلد جار وشقيق بعدما تمادت جماعة الحوثي والمتحالف معهم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في غيهم ومارسوا الاعتداءات الآثمة وروّعوا الآمنين وعطّلوا قدرات البلد وتنميته وتلقوا تعليمات من جهات خارجية معروفة، فإيران التي تجلس الآن مع الكبار وتناقش معهم برنامجها النووي وتحلم بالحصول على القنبلة النووية تخفي نواياها الخبيثة تجاه الأمن الإقليمي والعربي وتحشر أنفها بكل صغيرة وكبيرة والهدف من هذا كله زعزعة الاستقرار العربي عامة والسعودية بخاصة ونشر الفوضى الخلاّقة بين الدول العربية وممارسة الفتنة والتذرع بالمرجعية الدينية وولاية الفقيه.
لقد رافق هذه العملية أمور عدة باعتقادي رتبت مسبقاً فظهر حرص هذا الملك الحكيم بقراره الحكيم على عدة مستويات، فعلى المستوى الداخلي وجَّه - حفظه الله- بالمحافظة على المدن الحدودية الجنوبية للمملكة لتظل هادئة ومستقرة، وكذلك توفير كل ما يحتاجون إليه والعمل على راحتهم. وعلى صعيد العمليات العسكرية الجارية داخل العمق اليمني كانت كل خطط قيادات التحالف مثيرة للإعجاب وتدل على ما يمتلكونه من قدرات فائقة، فكان شل القدرات العسكرية والإعلامية ووسائل اتصال الحوثيين الهدف الأبرز الذي نفذ بعناية وحرص شديدين. والابتعاد عن المواقع المدنية والحرص على سلامة الإنسان اليمني قبل كل شيء رغم ما يمارسه الحوثيون من تهور وعدم مبالاة بوضعهم الصواريخ والمعدات العسكرية داخل المساكن في الأحياء المدنية.
وعندما هبَّ العرب بقوة واحدة ومشتركة أقروها بقمتهم لاحقاً لنصرة اليمن وشرعيته بقيادة المملكة وبتوجيهات من مليكنا المحبوب كانت المدن اليمنية في مأرب وإبين والضالع والحديدة وإب وغالبية القبائل اليمنية الشريفة ترحب بهذه العملية، وظهرت جوانب من العلاقة المتميزة والضاربة في الجذور التي تربط المملكة بهذا الشعب الشقيق فتم رفع صور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيَّده الله - وجميعها تحمل الشكر والامتنان وما يكنونه في قلوبهم لهذا الملك الإنسان والمملكة الشقيقة الكبرى لهم، وبالمقابل هي رسالة بأن يبقى يمنهم سعيداً في قلوب السعوديين خاصة والعرب عامة. حمى الله بلدنا ووطننا العربي الكبير من كل مكروه.