لكلِّ عملٍ صالحٍ ثمرات, إما عاجلة وإما آجلة, أو ثمرات تحصل في العاجل, وأخرى تحصل في الآجل, وعاصفة الحزم جمعت بين ثمرات العاجل والآجل, وأحسب أنَّ من أعظم الأعمال الصالحة التي قلَّ نظيرها في هذا العصر, عاصفة الحزم التي لها من الثمرات الطيبة ما يلي:
أولا: إحياء شعيرةٍ من أعظم الشعائر الإسلاميَّة, وهي شعيرة الجهاد في سبيل الله تعالى الذي هو ذروة سنام الإسلام, وبالقيام به عز المسلمين ونصرهم وتمكينهم في الأرض, قال تعالى: وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا .
ثانياً: دحر العدو, والنيل منهم وكسر شوكتهم وإضعافهم وهزيمتهم, لئلا يعيثوا في أرض الإسلام فساداً وإفساداً وظلماً وقهراً...
ثالثاً: اجتماع كلمة المسلمين وتوحيد صفوفهم, وهذه ثمرةٌ عظيمةٌ من الثمار التي أثمرتها عاصفة الحزم المباركة المنصورة بحول الله وقوته وحده, فلا ناصر إلا هو سبحانه وتعالى, قال عز وجل: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} ولقد عانى المسلمون من عقودٍ كثيرةٍ من اختلافهم وتنافرهم وتفرقهم, فضعف أمرهم, وهانوا على أعدائهم, وذهبت ريحهم, والكلُّ يرى في هذه العاصفة الحازمة كيف اجتمعت الأمَّة الإسلاميَّة والعربيَّة, وهي السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة, وقطر والبحرين والأردن, ومصر والمغرب والسودان والباكستان وتركيا, وكذلك سماح الصومال وجيبوتي لاستخدام مجالهما الجوي لقوات التحالف العربي الإسلامي في الحرب على الميليشيات الحوثية ومن ناصرها من داخل اليمن.
رابعاً: إحياء روح الأمل والتفاؤل لدى المسلمين والغيورين على دين الإسلام في جميع أنحاء العالم, بأنَّ المسلمين قادرون بحول الله وقدرته وقوته سبحانه على حماية أوطانهم من العدو الذي أعلن العداء والحرب عليهم...
خامساً: شفاء صدور المؤمنين, وفرحهم, وقرار عيونهم بهذه العاصفة الحازمة ضد أعداء الإسلام, ومنهم العدو المجوسي الصفوي الرافضي الثوري, الذي يحرِّك أذرعته في بعض الدول العربيَّة, كما هو الحال في العراق وفي سوريا, وأخيراً في اليمن, وفي عاصفة الحزم إذهابٌ لغيظ قلوب المؤمنين بحرب هذا العدو اللدود, قال تعالى: قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ .
سادساً: أنَّ لعاصفة الحزم أثرها الإيجابي في بعث الأمل لنصرة جميع المحارَبين المظلومين في سوريا والعراق وفلسطين ودولة الأحواز العربية المحتلة, حيث فرحوا بها وأضافت إليهم بارقة أمل في حرب المسلمين لعدوهم الأول المجوس الصفويين الثوريين في إيران, وأذرعتها الثورية المهزومة.
سابعاً: أنَّ فيها انتصاراً لأهلنا في اليمن, وتلبيةً لندائهم بنصرتهم على العدو الباغي عليهم من شرذمة المليشيات الحوثية, ومن ناصرها وأعانها من الخونة, حيث تجرَّع أهلنا في اليمن ما تجرعوا من ظلمهم وبغيهم, فقد قتلوا العلماء والدعاة, ودمَّروا جامع دمَّاج, وهدموا مدرسة دار الحديث فيها, كما هدموا المساجد ودور العلم, وحلقات تحفيظ القرآن الكريم في المدن والمحافظات التي طالها عدوانهم وشرهم, وخبثهم وبغيهم, وبهذه العاصفة الحازمة قرَّت عيون الشعب اليمني الشقيق, يمن الإيمان والحكمة والعروبة والإسلام.
ثامناً: أنَّها أفشلت مخطط الأعداء الذي رسموه حرباً على الإسلام وأهله من قبل أعداء الملة والدين من الصليبيين والصهاينة والماسونية, وأعوانهم من الصفويين المجوس.
تاسعاً: أنَّ في عاصفة الحزم بياناً للقوة والشجاعة وإظهاراً للقدرة العسكرية من جنود بواسل يرخصون أنفسهم في سبيل الدفاع عن دينهم ووطنهم ونصرة إخوانهم, ومن عدة وسلاح....
إضاءة: إنما النصر من عند الله, فهو سبحانه الناصر وحده, ومن واجبنا نحو عاصفة الحزم الدعاء لهم بالنصر والتمكين, ودحر البغاة المفسدين, اللهم انصر جنود التحالف في عاصفة الحزم وسدد رميهم, وكن لهم ولياً ونصيراً ومؤيداً وظهيراً, وثبت أقدامهم وانصرهم على عدوك وعدوهم, اللهم عليك بمليشيات الحوثيين ومن ناصرهم وأعانهم وأيدهم, وخالف بين قلوبهم وفرق جمعهم, وصب عليهم العذاب صباً, وعجل بهلاكهم وزوالهم.
اللهم أيِّد بالحق إمامنا وولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز, وولي عهده الأمين, وولي ولي عهده, وألبسهم لباس الصحة والعافية, وانصر بهم دينك وأعل بهم كلمتك, واجمع بهم كلمة المسلمين على الحق يا رب العالمين, واحفظ هذا البلد وزده قوة إلى قوته وأمناً إلى أمنه, وارزقنا شكر نعمك, إنك سميع مجيب.
خطيب جامع بلدة الداخلة في سدير