لم يكن يوم الأحد 24-5-1436هـ يوماً عادياً؛ فلقد ودعت العاصمة الرياض، بل المملكة من أقصاها إلى أدناها، أحد رجالاتها الأوفياء الذين أفنوا حياتهم في خدمة الدين والوطن؛ إذ شهد هذا اليوم رحيل العم الشيخ عبدالعزيز بن حمد العيسى الكبير مكانة وقدراً، الذي لم تغيره المكانة والثراء؛ إذ بعدما رفع الله مكانته ازداد تواضعاً وحباً للخير. ولئن غاب عنا أبو علي فإن ذكره الجميل وأعماله الجليلة ستبقى خالدة. رحل بعد أن ترك محبة وذكريات طيبة لدى أسرته وكل من تعامل معه، ومع وفاته ستبقى في ذاكرتنا ما خلفه من إرث كبير من القيم وحسن التعامل.
نسبـه:
الشيخ عبدالعزيز بن حمد بن عبدالله بن علي بن حمد بن محمد بن حمد بن عبدالله العيسى. ويلتقي الشيخ عبدالعزيز بأمير ينبع الأمير حمد بن عبدالعزيز بن حمد العيسى في جدهما حمد محمد العيسى، كما يلتقي الشيخ عبدالعزيز بالمؤرخ النسابة الشيخ إبراهيم بن صالح العيسى والمذيع الإعلامي سليمان بن محمد العيسى في جدهم حمد بن عبدالله العيسى.
حياته العملية:
كانت حياته العملية مليئة بالكفاح. عمل على تأسيس شركات كبرى، قدم من خلالها منتجات جديدة ومتميزة للسوق السعودي. رحم الله الفقيد؛ فقد كان نموذجاً للكادح الذي كون تجارته ومراكزه التجارية بأفكاره النيرة، وبجهده البدني والذهني، كما أنه نموذج لشخصية عملية واجتماعية، سخر كل إمكاناته ومواهبه وجهوده في توطين الصناعة في المملكة لصالح الأجيال القادمة.
صفاته ومناقبه:
منذ عرفته رأيته متميزاً في سمته وخُلُقه. حضرت له أكثر من لقاء. واستفدت من تلك اللقاءات بإنصاته لمحدثه، بره بأسرته، عطوف على كبار السن منهم، يتعامل مع الصغير كأنه أب له، ينفع القريب والبعيد، تميز بنخوته وحبه لمد يد العون. لقد ترك رحيله فجوة كبيرة في مجتمعه وأسرته، ولكن بقيت مآثره وإطلالته الخيرية.. وذكر مسيرته نموذج لأصحاب رؤوس الأموال لاستثمار أموالهم في الوطن.
مناصبـه وأعمالـه:
1 - رئاسة شركة حمد بن عبدالله العيسى وأولاده عام 1375هـ.
2 - رئاسة شركة العيسى للتبريد والتكييف عام 1390هـ.
3 - رئاسة شركة العيسى التجارية عام 1416هـ.
4 - رئاسة شركة صناعات العيسى القابضة عام 1428هـ.
جهوده ومآثـره:
1 - جهوده في توطين التقنية بإنشاء المعهد السعودي الياباني للتكييف والإلكترونيات في الدرعية.
2- إيمانه وجهوده في توطين الصناعة في المملكة لصالح الأجيال القادمة.
3 - شارك في العديد من الوفود التجارية للكثير من دول العالم المتقدم.
مساهمته ووقفاتـه:
1 - من أوائل المساهمين في تأسيس الغرفة التجارية في الرياض.
2- عضوية مجلس إدارة الغرفة التجارية في الرياض ولفترتين متتاليتين.
3 - دعم العمل الخيري والدعوي داخل المملكة وله مشاريع خيرية عدة.
4 - دعم عشرات الجمعيات الخيرية في المملكة وتكييف المساجد.
5 - ساهم في تأسيس جمعية العيسى الخيرية، وتولى مسؤولية إدارة الجمعية منذ تأسيسها ولثلاثة عقود.
6 - تكفله بدعم وبطباعة العديد من الكتب والمطويات التي تخدم الأسرة.
7 - إقامة الاجتماع السنوي لأسرة آل عيسى في مزرعته.
8- قصره مفتوح بعد مغرب كل جمعة لزواره وأقاربه.
مقـالاته:
للفقيد مقالات عديدة، من أشهرها مقاله في صحيفة الجزيرة عام 1418هـ «البهارات الهندية أوصلتنا إلى القمة». وإن لهذا المقال العجيب صدى واستعجاباً واسعاً لدى المهتمين في هذا المجال، وشحذاً لهمم الباحثين عن القمم؛ ما جعلهم يسألون عن الأسباب والطرق التي أوصلته لهذه القمة من هذا العمل البسيط في أذهان الناس.
وفاتــه:
تُوفي يوم الأحد 24-5-1436هـ، وصُلي عليه بعد صلاة العصر من يوم الأحد بجامع الملك خالد بأم الحمام. رحل بعد حياة حافلة بالبذل والعطاء مليئة بالمواقف النبيلة والمنجزات العظيمة. رحم الله الفقيد؛ فقد كان نموذجاً لدور التجار في نهضة الاقتصاد المحلي والوطني. أسأل الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته، وأن يسكنه فسيح جناته.
سلمان بن عبدالله بن فهد العيسى - المرشد الطلابي بالمعهد العلمي بشمال بريدة، عضو الجمعية التاريخية السعودية