ناهد باشطح
فاصلة:
(الحصاد مرجعه إلى العمل أكثر منه إلى الحقل)
- حكمة عالمية -
لم يكن بالنسبة لي خبراً اعتيادياً ذلك الذي نشرته جريدة الحياة في عددها الصادر الخميس 2 أبريل 2015 عن المراسلة الصحفية السعودية «ندى التويجري».
الفتاة التي درست في بريطانيا بكالوريوس العلوم السياسية والعلاقات الدولية على حسابها الخاص عندما رفضت وزارة التعليم العالي إلحاقها ببعثة دراسية، لأنها تخرجت من الثانوية من مدرسة «أي لفن» البريطانية، ولا تحمل شهادة الثانوية من السعودية!!
أورد هذه المعلومة حتى لا يتشدق النائمون عن تحقيق أحلامهم بأن فرصة الدراسة في بريطانيا هي من جعلها تحقق التميز، فالدراسة في بريطانيا دون منحة تعليمية ليست مهمة سهلة.
«ندى» الآن مراسلة ميدانية في قناة العربية تكسر نمطية صورة الصحافية السعودية وتفتح الباب لكثير من الصحفيات اللواتي
يتساءلن كيف للحلم أن يتحقق؟
ذكرتني ندى بالزميلة «ريما الشامخ «التي نجحت في نشر تغطيات صحافية عن الإرهاب وتميزت في تقديم برنامج حواري وتمكنت فيه من إثبات قدرة الصحافية السعودية على العمل الصحفي.
بدأت «ندى» عملها في قناة «العربية» بتغطية أوضاع اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري وكانت بالفعل الصحافية الإنسانة،
«ندى» ليست مجرد مراسلة، إنها مراسلة سعودية ولدت من قلب مجتمع ذكوري.
بالطبع للأسرة دور كبير في نتاج شخصية مستقلة مثل «ندى» رغم صغر سنها، ولذلك استطاعت أن تحقق حلمها بأن تعبر عن قضايا الإنسان.
عمر «ندى» الصحافي 4 سنوات وسيكون أمامها الطريق طويلاً والمسؤولية جسيمة لتسهم في تحسين الصورة النمطية للصحفية السعودية بشكل خاص والمرأة السعودية بشكل عام.
لطالما قلت إن المرأة في الإعلام لن تستطيع أن تبدع وسط حواجز المجتمع والمؤسسات الإعلامية المحلية وأن قدراتها لا تقل عن الصحافي إذا عوملت مهنياً مثله.
بقلب الأم.. ليرعاك الله أنموذجاً لكل فتاة آمنت بحلمها ورسمت طريق مستقبلها لخدمة ذاتها ومجتمعها.
وبقلب الصحافية.. ليرعاك الله يا ندى وأنت تثبتين أن العمل الناجح هو نتاج إنسان مثابر بصرف النظر عن نوعه.
كوني كما أنت مثابرة وسوف تؤسسين لمرحلة قادمة من تفعيل دور الصحافية في مجتمعنا.