د. خيرية السقاف
هناك ما يُقسرُ المرءَ لأن يركب صعبا كي يُوقفَ أمرا أصعبَ..
خيار الحرب ليس سهلا، وإقرارها صعب..، صعب..
لكنه الكي الذي إذا تفاقم الجرح...!
وهذا الذي وقفته بلادنا كي تكوي جرح إخوتنا اليمنيين حين تفاقم...،
وحين أصبح «الحوثيون» هزمهم الله وباء في جسدهم..، كان ينبغي أن يركب حكيمٌ الصعب ليداويه..!
الجميل أن مجتمعنا المسالم، الآمن، الذي لم يتعود الحرب، والمنعَّم في أمان اللُّحمة، قد وقف وقفة العضد قلبا..، وقالبا...
والأجمل أن يكشف خيار الحرب هنا عن قلوب الأمهات،وما قالته عنها ألسنتهن:
امرأة عجوز في استراحة مصحة كبيرة، تجلس إلى قريباتها..
ينتظرن مريضهن أن يخرج من غرفة العمليات سليما قالت وهن يتحدن بصوت مسموع:
«هو ابني الله يشفيه، ويسلمه، ليته عفي الصحة كنت فرضت عليه تقديم نفسه هدية للوطن»..،
سألتها إحدى الجالسات غيرهن: «لماذا أهو جندي في العسكرية»..؟
بسرعة خاطفة أجابتها: «كلنا جنود»...!
التقطت الحوار أخرى مضيفة: «والله هذا وقتنا»...،
ثالثة قالت: «أنا أخي في العاصفة..، وأمي تتمنى أن يستشهد»...
سألتها قاصدة استشفاف رأيها إن كان لأمها أبناء غيره..؟ قالت:
«لا، هو وحيدها»،..
وأردفت بحماس: «لكن واجبنا، ووطننا يستحق، وهذا وقت إثبات هذا الحق له عندنا»..
يا الله ما أجمل هذه القلوب المفعمة بالصدق، والحس، والحياة..
وحيث نذهب نسمع هذه العبارات،..
فالجميع يخفقون بحب الوطن،..
الجميع كأنهم جنود محترفون.. متمرسون على الجبهات..
إن عزائم النفوس حين تبلغ مداها من الشعور بالواجب،.. ومن الإحساس بالدور،..
تتلاحم في عصبة من التفاعل الحيوي الذي يتحول إلى سند..،
وإلى جدار قائم ومتين..،
وعضد لهذا الجيش المتصدي لجرح اليمن..
إنهم البلسم، وإنهم القلب..
فاخفق يا قلب الوطن..
الأمهات على الثغور..،.
وفي عروق الحماة..
وهذا عتادك يا وطن..!!