سعد الدوسري
تتناسب حدّة الشخص في انتقاده لما حوله، تناسباً طردياً مع حالته النفسية أو مزاجه العام. فحين يكون تحت ضغوطات، فإنه سينتقد أية سلبية يراها، انتقاداً حاداً. أما إذا كان «مرّوق المنقا»، فإنه ربما يمر على السلبية مرور الكرام، أو ربما لن يلتفت لها.
ولكي أوضح الأمر أكثر، فإنني سأحيلكم إلى الأجواء المطرية. فإذا حدثت في نهاية الأسبوع وفي موسم غير حافل بالعمل والدراسة، فإنك ستجد القصائد النبطية والرسائل «الزينة» والصور البرية المزهرة، واللقطات السِلفية «من سِلْفي وليس سَلَفي!!»، وسوف لن تستطيع تحميل كل ما يصلك من روابط الكترونية.
أما إذا حدث العكس، وكانت الأجواء الممطرة والغائمة والربيعية، داخل الأسبوع، ولا إجازة ولا ما يحزنون، فخذ من الملاحظات حول فساد مشاريع الأنفاق، وانزلاقات الطرق، والتجمعات المائية، وسوء تصريف السيول، إلى آخر الانتقادات التي نقرأها ونسمعها في مثل هذه الحالات. وأنا هنا، لا أدعو إلى تخفيف حدّة النقد، بل على العكس. أريدها أن تعلو أكثر، لكي نتجاوز هذه السلبيات التي تتكرر في كل مناسبة بنفس الوتيرة! كل ما في الأمر، أنني أحاول أن أقول رسالة سريعة للمسؤولين عن الطرق وعن مشاريع تصريف السيول:
- لا تحسبوا أن صمت الناس عن أخطائكم، مؤشر على أنهم صامتون عنكم. الموضوع ليس كما تتصورون. في الواقع، أن قوة احتمالهم على سلبيات مشاريعكم تزداد أثناء مواسم الاجازات الربيعية، التي لا يريدون أن يفسدوها بأخذٍ وردٍّ معكم. لكن ما أن تمرُّ هذه الأيام، إلاَّ ويبدأون بطرح الأوّلي والتالي!