علي الصحن
في تصريح لرئيس نادي الاتحاد إبراهيم البلوي - المعروف بهدوئه وقلة تصاريحه - بعد مباراة فريقه والنصر تحدث عن الفساد في الرياضة وكرر مفردة فساد ثلاث مرات، البلوي هنا لم يقل كلمة عابرة، وربما لم يتحدث تفصيلاً عن شيء أحس به أو أبصره بطريقة وأخرى، والبلوي أيضاً ليس شخصية عابرة في الرياضة السعودية فهو رئيس واحد من أهم وأكبر أنديتها، والمؤكد أيضاً أن البلوي قد رمى حجراً في ماء راكد - أو لنفترض ذلك - وأن حديثه سيظل على الألسنة حاضر لاجتراره من قبل البعض متى ما دعا له داع!!
حديث رئيس نادي الاتحاد يجب ألا يأخذه اتحاد الكرة وقبله اللجنة الأولمبية والرئاسة العامة لرعاية الشباب وأي جهة مختصة أخرى كمجرد مخالفة توجب تطبيق ما ورد في لائحة الانضباط وقيد مبلغ الغرامة كإيراد للاتحاد، ثم تطوى الصفحة فقط، مثلها مثل أي قضية أخرى.
إن حديث الرجل المسؤول الذي لم يسمع منه سابقاً أحاديث متشنجة أو عبارات خارجة عن سياق المألوف أو كلمات ساخرة بمنافس أو تحذيراً لأحد (!!).. يجب أن يؤخذ أبعد من ذلك، وأن يَتمَّ التعامل معه بجد كورقة عمل يبدأ من خلالها صناع القرار في الرياضة السعودية في دراسة ما قاله البلوي، وبحث الأسباب والمبررات والشواهد التي جعلته يقول مثل هذا الكلام الخطير، الذي يمس نزاهة المنافسات الرياضية بطريقة أو أخرى، والتحقيق الرسمي في ذلك، أو إلزامه بالاعتذار عمّا قاله، وتقديم مبرره لذلك، ومعاقبته بما يراه المسؤول مناسباً لحجم عباراته، حتى وإن حاول البعض عن إيجاد مخرج يتم من خلاله تبرير ما قاله رئيس عميد الأندية السعودية.
في مثل هذه الحالة.. هل يمكن تطبيق ما ورد في الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد في بحث ما قاله رئيس نادي الاتحاد خاصة أن من منطلقات الاستراتيجية الصادرة بقرار مجلس الوزراء رقم (43) وتاريخ 1/2/1428هـ (أن حماية النزاهة ومكافحة الفساد تتحقق بشكل أفضل بتعزيز التعاون بين الأجهزة المختصة - أن الفساد يعوق التطوير والتنمية والاستثمارات - أن ظهور مفاهيم وصور جديدة للفساد وانتشارها تستلزم مراجعة وتقويما مستمرا للسياسات والخطط والأنظمة والإجراءات والبرامج لمكافحة هذا الوباء الخطر).
فيما تهدف الاستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد من ضمن ما تهدف إليه إلى: (حماية النزاهة ومكافحة الفساد بشتى صوره ومظاهره - تحقيق العدالة بين أفراد المجتمع) في حين يتم تشخيص مشكلة الفساد في المملكة بطرق عدة منها وفق ما ورد في الاستراتيجية: رصد ما ينشر في وسائل الإعلام عن موضوع حماية النزاهة ومكافحة الفساد.
كما أن على الأجهزة المعنية ممارسة اختصاصاتها وتطبيق الأنظمة المتعلقة بذلك عن طريق... (العمل بمبدأ المساءلة لكل مسؤول مهما كان موقعه وفقاً للأنظمة - سرعة البت في قضايا الفساد، والعمل بمبدأ التعويض لمن تضار حقوقهم ومصالحهم من جراء الفساد بعد ثبوت ذلك... الخ).
السؤال: هل تتدخل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وتستمع لما قاله رئيس نادي الاتحاد وتبدأ تحقيقاتها في هذا الشأن؟؟؟ هذا ما يتمناه الجميع من أجل حماية النزاهة ومكافحة الفساد بشتى صوره ومظاهره وتحقيق العدالة بين أفراد المجتمع والرياضة والأندية والمنتسبين إليها وأنصارها جزء من نسيج هذا المجتمع بكل تأكيد.
على الأقل يجب ألا تكون مثل هذه التصاريح عابرة، تمر على المختصين مثل غيرها مرور الكرام، واعتباراتها مجرد سوء سلوك رياضي لا أقل ولا أكثر.
السومة كشف إدارات الأندية
كشف مهاجم الأهلي عمر السومة كيف تدار بعض الأندية، وعشوائية اختيار اللاعبين الأجانب فيها، فبدون بهرجة إعلامية، وبدون حفلات استقبال في المطار، وبدون تصاريح مسبوقة، وبدون صرف أموال طائلة على لاعبين يؤكدون في النهاية أنهم لا يستحقون ثمن ما قُدِمَ لهم، جاء السومة بهدوء ليقدم كل شيء ممكن في كرة القدم ومن المؤكد أن في جعبة هذا الموهوب الماهر الكثير في قادم المنافسات!!
ما يقدمه عمر السومة يحسب بالتأكيد لإدارة النادي الأهلي، التي لم تلتفت إلى شهرة الاسم، ولم تذهب إلى السماسرة، ولم تركن إلى اختيار مدرب ولا توصية آخر، ولم تجعل غيرها يأخذ القرارات بالنيابة عنها، فقدمت لاعباً يعد من أفضل اللاعبين الأجانب في تاريخ الكرة السعودية.
قارنوا بين ما يقدمه عمر السومة، وما يقدمه لاعبون جاءوا بأضعاف المبالغ التي صرفت على السومة، ولا تنسوا وعود إدارات الأندية، ولا تحركاتها قبل تعاقداتها الفاشلة، فهي لا تعرف كيف تتعاقد، ولا من سيكون البديل، وكل صوت يغير رأيها، وعندما تتحدث تصور للمشجع أنها ستأتي بما لم يأت به الأوائل، وفي النهاية تقدم لاعباً لا يعرف كيف يسدد الكرة!!
مشكلة بعض الإدارات التي قدمت شهادة فشلها مرة بعد أخرى أنها ترى كل شيء في اللاعب الأجنبي، إلا مستواه الفني ومدى قدرته على خدمة الفريق، وباختياراتها الفاشلة تسهم بعض الإدارات في تراجع الكرة السعودية، وزيادة الحمل المالي عليها، والغريب أنها بعد ذلك تتحدث عن المصروفات والأموال الطائلة والجهد الذي بذلته.... لكن النتيجة في النهاية ترد عليهم بكل وضوح: لا بطولات ولا قدرة على المنافسة ولأمن يحزنون!! والغريب أنها لا تتعلم من الدروس حتى ترحل غير مأسوف عليها.