عبدالحميد جابر الحمادي
توغلت السياسة الدبلوماسية والأمنية والعسكرية الإيرانية على مرأى ومسمع العالم في عدد من الدول العربية، ففي العراق وبعد سقوط نظام صدام حسين تحديداً وتراجع الدور العسكري الأمريكي وتسليم السلطة إلى العراقيين، بدأ التدخل الفارسي يتمدد ويتوغل ويتسع حتى أصبح فاعلا مؤثرا في السياسة العراقية، وكان أبرز المنفذين للأجندة الفارسية الطائفية نوري المالكي هذا بالنسبة إلى العراق، وبعد ذلك سوريا واستغلال طائفية الرئيس بشار الأسد، حيث رأت الأرض خصبة ومهيأة للتدخل العسكري المتخفي تارة والمعلن والمكشوف تارة أخرى، وكذلك محاولاتها خلال رئاسة (مرسي) حيث بدأت بتحقيق بعض النجاحات لولا ثورة الثلاثين من يونيو التي طالب فيها الشعب المصري بأكمله رحيل مرسي عن الرئاسة، وقد تسبب ذلك في إفشال وإفساد كل خططه السياسية التي كان بعضها يهدف إلى التحالف مع الدولة الفارسية لجعلها وسيلة للضغط على الخليج، وأيضاً تدخلها السافر في الأراضي البحرينية التي قطع الطريق عنها اتفاق مجلس التعاون ممثلاً في قوة درع الجزيرة.
غاب عن الرئيس المخلوع والمخاتل علي عبد الله صالح في محاولته بث وزرع الطائفية في اليمن الشقيق عبر استخدام وتوظيف (إيران والحوثيين الموالين) بإشراكهم وإدخالهم وإقحامهم في لعبة جديدة لابتزاز الخليجيين وعلى وجه الخصوص المملكة لتحقيق مآربه وأطماعه السياسية والاقتصادية التي ترمي لإعادة نفوذه الشخصي عبر ترشيح ابنه أحمد علي عبد الله صالح، ما غاب عن هذا الأحمق الطائش المتناقض هو أن أمن المملكة والخليج خط أحمر لا يمكن اللعب به أو مساسه أو تهديده تحت أي ظرف أو حدث، وأن الخليج واحد لا يتجزأ، لكن يبدو أن سعة الصدر التي تعامل بها حكّام المملكة والخليج طوال فترة حكمه ورئاسته لليمن ظن بأنها سياسة مطلقة دائمة، وكأنه لا يسمع المثل القائل « اتقِ شر الحليم إذا غضب «.
وقرار مليكنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله تعالى - وإخوانه قادة مجلس التعاون الخليجي ومن ساند ودعم ذلك القرار من الدول العربية الشقيقة والصديقة الهدف منه تأديب المتمردين على الشرعية في اليمن، وإعادة اليمن كتلة واحدة كما عبر بذلك الرجل السياسي الرشيد الأمير سعود الفيصل أثناء حضوره جلسة مجلس الشورى يوم الثلاثاء الموافق 11 جمادى الآخرة، ولذا قالوا «: الفتنة إذا أقبلت عرفها الحكماء وإذا أدبرت علم بها كل الناس «.
اللهم وفق ولاة أمرنا لما فيه صلاح بلادهم وأمتهم.