د. عيد بن حجيج الجهني
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوبا الإيمان يمان والحكمة يمانية) وورد في شرح هذا الحديث أن المقصود به أهل الإيمان والصلاح والتقوى من أهل اليمن فهذه مكانة خاصة لهم فقد دخلوا الإسلام دون أن تحدث معارك فاصلة في اليمن كمعركة اليرموك أو معركة القادسية
فالعلاقة بين أهل الصلاح والتقوى في اليمن علاقة قديمة فمنذ ظهور الإسلام استمرت مشاركة أهل اليمن في نشر الإسلام في أماكن كثيرة حتى وصلوا إلى شرق آسيا وخرج من اليمن علماء لهم السبق والأثر الإيجابي. وأيضا خرج من اليمن أصحاب عقول سليمة وأيد ماهرة ساهمت في بناء حاضر دول الخليج.
ولكن مع هذا السجل التاريخي الحافل إلا أن هناك في اليمن من قام بتصرفات وأعمال لها عواقب وخيمة ونتائج سلبية فمنذ قيام أبرهة وقصته المعروفة باصحاب الفيل وعلى امتداد العصور ظهر من يخرج عن الطريق المستقيم ويخلط الأوراق ويقلب الحقائق ويهدد الأمن في اليمن وغيرها وهذا ما فعلته عصابات الحوثيين.
ولعلك تدرك أيها القارئ الكريم الأسباب أو العوامل التي أدت إلى تنفيذ العمليات الحربية لمواجهة تلك العصابات المسلحة.
ومن تلك الأسباب أنه منذ أكثر من 15 عاما ظهر في شمال اليمن وتحديدا في منطقة صعدة اتجاها فكريا منحرفا تمثل في بروز جماعة الحوثي الذين قلدوا طريقة حوزات إيران بل إن تلك الشعارات هي شعارات الضاحية الجنوبية ببيروت وأيضا الاسم نفسه وهو ما يسمى بأنصار الله وهذا تأكيد على الاتفاق مع قوى خارجية والقيام بأعمال التدمير والتخريب وإشاعة الفوضى والاضطراب.
والتي زادت حدة وخطورة مع نهاية عام 2014 وتحدثت الأخبار عن أرقام مذهلة ومخيفة فقد بلغ عدد القتلى أكثر من 140 ألفا وعدد المشردين من أماكنهم أكثر من مليون مشرد وعدد المساجد التي هدمت أكثر من 140 مسجدا غير تدمير المدارس والمعاهد والمصالح الحكومية والأهلية ومع كل عملية تدمير تطلق صيحات التكبير بينما الذي يحدث على أرض الواقع هو بعيد عن منهج التكبير المستقيم بل إن منهج الاستقامة في الإسلام لا يقر القتل والتدمير والتخريب والتهجير فكان لابد من تنفيذ عملية الحزم قبل أن يتم القضاء على البقية الصالحة من أهل الصلاح والتقوى باليمن وليبقى الإيمان يمانا والحكمة يمانية بمشيئة الله، وحفظه حفظ الله هذا الوطن الغالي من كل سوء ومكيدة.