القاهرة - علي البلهاسي:
«نجلا مبارك في ميدان التحرير»، عبارة أصابت العديد من المصريين بالصدمة والمفاجأة، فلم يكن أحد يتوقع أن يكون الميدان الذي شهد شرارة الثورة التي خلعت مبارك، وقضت على حلم نجله جمال في وراثة الحكم، هو نفسه الميدان الذي ستطؤه أقدام نجلي مبارك بعد 4 سنوات من الثورة قضياها في السجون، وبعد أيام فقط من إخلاء سبيلهما.
ظهور نجلي مبارك جاء وسط تدافع شديد من المصورين والصحفيين، وحالة من الاستنفار وسط رجال الشرطة المكلفين بتأمين المكان، حيث حضرا لتقديم واجب العزاء في والدة الكاتب الصحفي والبرلماني السابق مصطفى بكري في مسجد عمر مكرم بميدان التحرير، وهو نفس المسجد الذي كانت تقع به المستشفى الميداني لعلاج مصابي وشهداء ثورة يناير 2011.
والغريب أن الميدان الذي نادى شباب الثورة فيه بإسقاط مبارك مرددين هتافات «يا جمال قول لأبوك.. كل الشعب بيكرهوك»، اختلف المشهد فيه بعد أن استقبل الحاضرون في العزاء نجلي مبارك بهتافات «يا زعيم يا ابن الزعيم».
من جانبه قال الكاتب الصحفي مصطفى بكري، إنه تفاجأ بوجود نجلي الرئيس الأسبق علاء وجمال مبارك، في سرادق عزاء والدته، الذي أقيم في قاعة المناسبات بمسجد عمر مكرم.
وأكد بكري أن العزاء ليس له علاقة بالاتجاهات والموقف السياسي. فيما قال محمد عبد القدوس، عضو نقابة الصحفيين السابق، إن حضور علاء وجمال مبارك، عزاء والدة الكاتب الصحفي مصطفى بكري، كان «مفاجئًا ولافتًا للنظر» لمعظم الحاضرين في العزاء لثلاثة أسباب، أولها أن علاء وجمال لا يحضران أي تجمعات عامة منذ خروجهما من السجن. والسبب الثاني أن بكري كان يهاجمهما بعد ثورة يناير، أما السبب الثالث فهو التفاف عدد كبير حولهما من أعضاء الحزب الوطني المنحل المشاركين في العزاء وترحيبهم بهما، وهذا دليل على عودة الحزب الوطني للحياة السياسية مما يعد انتكاسة كبيرة لثورة يناير.