علي الصراف
السعودية لا تخوض حربا في اليمن من أجل نفسها فقط، إنها تدافع عن الأمة العربية بأسرها أيضا.
يحق لهذه الأمة ألا تكون خاضعة لأي هيمنة. ويحق لها أن يكون لها صوت، كما يحق لها أن تبني قوة خاصة تدافع بها عن حقوقها التي ظلت مهضومة على امتداد عقود من الزمن.
عاصفة الحزم، ليست عملية عسكرية عادية، إنها هجوم للدفاع عن حقنا في أوطاننا.
ليس من حق إيران، كما ليس من حق أي قوة أخرى، أن تحول دولنا إلى حدائق خلفية من أجل أطماعها في التوسع.
ولو كانت الظروف قد تهيأت لعاصفة حزم مماثلة من قبل، لما كانت هذه المنطقة قد أصبحت عرضة لأي تدخلات لا إقليمية ولا دولية.
ولكن، «أن تأتي العدالة متأخرة خير من ألا تأتي أبدا». كل العرب، وليس السعوديون وحدهم، مطلوب منهم «التجنيد الإجباري» للدفاع عن حق أوطانهم في أن تكون مستقلة وبعيدة عن أي نفوذ خارجي.
والنفوذ الإيراني ليس كغيره، انه ليس نفوذ مصالح يمكن حسابها بالمال، إنه نفوذ مصالح تقوم (تحديداً وحصرا) على هدر الدم وتعميم الخراب. إنه مشروع لحرب أهلية، يرى الجميع كيف أنها أكلت الأخضر واليابس في العراق وسوريا. وكم كانت كذلك في لبنان أيضا.
وعندما وصل المشروع الطائفي الإيراني إلى اليمن، أم العرب وأصلهم، فقد كان من حقنا، قبل عاصفة الحزم ومعها وبعدها، أن نقول كفى.
لقد آن الأوان، اليوم، لنكون جميعا جنودا بإمرة خادم الحرمين الشريفين، في تلك العاصفة، لكي نرد عاصفة الموت والدمار التي عصفت بملايين العراقيين وملايين السوريين، وأرادت أن تعصف بملايين اليمنيين أيضا.
إحصاءات الخراب الذي حاق بالعراق وسوريا وحدها تكفي للدلالة على حجم الكارثة التي ما نزال ندفع ثمنها كل يوم.
لقد انتهى المشروع الطائفي الإيراني إلى أنه كان سببا لتوليد مشروع إرهابي لا يقل عنه سوءا وعنفا. وذلك حتى صار المشروع الأول يدافع عن نفسه بالثاني، والثاني بالأول، وكلاهما صنو وذريعة للآخر! بينما شعوب برمتها تدفع الثمن.
المشروع الطائفي الإيراني هو الأصل والأساس في ذاك الخراب. والملايين الذين قتلوا وتشردوا في العراق وسوريا، يقفون شاهدا يصرخ، بدوره، كل يوم: كفى.
وعندما قالت عاصفة الحزم، كفى، فإنها حملت القول على محمل الفعل لتعني: كفى.