الجزيرة - سعود الشيباني:
عرضت المملكة خلال ورشة عمل عقدت على هامش مؤتمر الأمم المتحدة الــ 13 لمنع الجريمة ورقة عمل عن برنامج المناصحة والذي تم تنفيذه من خلال المعالجة الفكرية وزيادة عدد الشركاء وتنويع البرامج وإطلاق المبادرات وتفعيل دور المجتمع في مواجهة التطرف والإرهاب، من خلال مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية الصحية.
وأوضح الدكتور ناصر المطيري خلال عرض ورقة عمل المملكة أن المركز يستعد لتقديم برامج متجددة ومسارات متنوعة لمواجهة العنف المعاصر من خلال التعاون الدولي.
وقال الدكتور المطيري: نحن في مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية وبدعم من قيادتنا الرشيدة وتوجيه ومتابعة واعية من سمو ولي ولي العهد نعمل في إطار الجهود الدولية والمحلية لمواجهة الإرهاب واستئصال جذوره وتجفيف منابعه وأصبح النموذج السعودي يحتذى به في الدول التي تواجه التطرف الفكري».
وأضاف: الكل يعرف عالمية ظاهرة الإرهاب فلا دين له ولا وطن، ولفت إلى أن الإرهاب له أسبابه منها عوامل سياسية وفكرية واجتماعية واقتصادية أو الصراعات والحروب، والأسباب كثيرة ولا نستطيع أن نركن لسبب معين، مشيرا إلى أن الإرهاب قد تمارسه أحزاب أو طوائف والإرهاب موجود في كثير من دول العالم.
وأكد الدكتور المطيري أن السعودية اتخذت إجراءات محلية لمواجهة المشكلة وهناك تعاون ثنائي وجهود دولية كبيرة في هذا الإطار خاصة بعد ظهور بعض التنظيمات الإرهابية التي تحولت إلى عالمية مثل تنظيم داعش الذي يضم جنسيات وثقافات مختلفة.
وأضاف الدكتور المطيري أن الجهود الداخلية لمركز محمد بن نايف تأتي في إطار إستراتيجية المملكة الشاملة لمواجهة الإرهاب، لافتا إلى أن المركز يعمل على إعادة المتطرفين إلى المجتمع سواء من تم القبض عليهم أو من يتوقع قيامهم بأعمال تخريبية.
ولفت إلى أن المركز أنشئ بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي ولي العهد وزير الداخلية، ويعتبر المركز مؤسسة إصلاحية تربوية تعنى بتنمية المهارات المعرفية والسلوكية من خلال مجموعة من البرامج التي يقوم عليها نخبة من أصحاب العلم والخبرة في التخصصات العلمية المتنوعة. مؤكدا أنه يعد نموذجاً عالمياً لتحقيق الأمن الفكري، المرتكز على وسطية الإسلام وتعزيز روح الانتماء الوطني.
ويهدف المركز إلى تحقيق الأمن الفكري وصولاً إلى مجتمع يطبق الوسطية والاعتدال فكراً وسلوكاً، والإسهام في جهود الوقاية من الأفكار المنحرفة وإصلاح الفئات التي وقعت في براثنها من خلال برامج علمية وعملية متخصصة.
ومن أهداف الإسهام في نشر مفهوم الوسطية والاعتدال ونبذ التطرف والأفكار المنحرفة، وتحقيق التوازن الفكري والنفسي والاجتماعي لدى الفئات المستهدفة، وإبراز دور المملكة في مكافحة الإرهاب والتصدي للأفكار المنحرفة والضالة ورعاية وإصلاح أبنائها.
وأوضح د. المطيري إلى أن من الأهداف الفرعية، المشاركة في جهود المملكة الوقائية للتصدي للأفكار المتطرفة والمنحرفة والتعرف على نوعية الانحرافات الفكرية الموجودة لدى الفئات المستهدفة، وتأهيل الفئات المستهدفة للاندماج التدريجي في المجتمع ورعايتهم، والتواصل مع أسر الفئات المستهدفة وتقديم المساعدة لهم.
وأشار إلى أن المركز يقوم بإعداد وتنفيذ برامج المناصحة الوقائية والعلاجية للفئات المستهدفة، وإعداد وتنفيذ برامج الرعاية والتأهيل للمستفيدين داخل المركز، وبرامج الرعاية اللاحقة للمستفيدين، ومتابعة جميع الإجراءات الإدارية والأمنية الخاصة بالمركز.
وإنشاء قاعدة بيانات لكافة أعمال وإجراءات ومعلومات المركز والإشراف على تحديثها بشكل مستمر وتنظيم آلية استفادة الوحدات الإدارية بالمركز منها.
وإجراء الدراسات والبحوث العلمية ذات العلاقة بطبيعة عمل المركز والتعاون مع المؤسسات العلمية الأخرى في هذا الشأن وإعداد تقرير سنوي عن أنشطة المركز ومقترحات تطوير العمل به ورفعه للمدير العام.
وقال إن من بين البرامج التي يتم تقديمها، برنامج الرعاية والتأهيل المرحلة الثانية لإستراتيجية مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية ويهدف إلى تعزيز السلامة الفكرية للمستفيد وإكسابه المهارات التي تسهم في إعادة اندماجه في المجتمع وليعود عضواً صالحا يؤدي دوره الاجتماعي بكفاءة واقتدار.
وبين الدكتور المطيري قائلا: يتألف برنامج الرعاية والتأهيل من أربعة مكونات برامجية رئيسة وهي: (البرنامج التعليمي- البرنامج التدريبي والمهني- البرنامج الرياضي والثقافي- البرنامج المفتوح).
كما أن البرنامج التعليمي يهدف إلى تعزيز بناء المفاهيم الشرعية الصحيحة على منهج الوسطية والاعتدال, وتقويم المفاهيم الخاطئة، ودراسة حالة المستفيد وتعليمه مهارات بناء الذات والتخلص من المخاوف وضبط الانفعال وخطوات التفكير الإيجابي، وتعليم المستفيد المهارات الاجتماعية التي تساعده على تجاوز ما قد يواجهه من مصاعب بعد الخروج وتسهم في تكيفه واندماجه في المجتمع وتوفير الدعم الاجتماعي له ولأسرته.
وأشار إلى أن البرنامج التعليمي يتضمن أيضا, دمجا بين نظريات التأهيل النفسي والعمليات التشكيلية وتقنياتها المتنوعة للاستبصار بالذات والدوافع والحاجات النفسية, والبنى المعرفية وأثرها على سلوكياته، وتوعية المستفيدين بالتاريخ الإنساني عبر مختلف العصور, مع محاولة ربط الأحداث التاريخية بالأحداث الجارية.
وأكد أن البرنامج التدريبي والمهني، يهدف إلى إكساب المستفيد المؤهلات العلمية والمهنية التي تساعده في الحصول على عمل أو تعزيز مؤهلاته الوظيفية بعد التخرج من المركز، مشيراً إلى أن البرنامج الرياضي والثقافي يركز على المحافظة على صحة المستفيد وشغل أوقات الفراغ لديه بما هو نافع ومفيد.
وأوضح أن البرنامج التجريبي، يتضمن إقامة محاضرات وندوات لعدد من الشخصيات المرموقة في المجتمع للالتقاء بالمستفيدين، مضيفاً أنه يتم العمل على تعزيز نجاح كافة البرامج التي يقدمها المركز وتحقيقها لأهدافها من خلال الاستفادة من تجارب المستفيدين السابقين وأيضا الشخصيات الاجتماعية المعروفة.