بيروت - الجزيرة:
قالت مصادر إعلامية لبنانية لها علاقات متعددة مع وسائل الإعلام والقرار السياسي اللبناني لـ «الجزيرة» إن مخابرات الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي لديها وثائق «معتبرة» بارتباط تمويل قناة الميادين التي يمتلكها «صوريا» التونسي غسان بن جدو تتلقى الدعم «الكامل» من ميليشيا «حزب الله»، لكن هذا الدعم يأتي من مداخيل تجارة المخدرات، وهذا القرار يسري بناءً على توجيهات من الإدارة العليا للأزمات في طهران.
وتدير ميليشيا حزب الله، شبكة معقدة مؤلفة من 1600 عميلاً يديرون 125 شركة حول العالم، وتخصصت تلك الشركات في غسل أموال المخدرات عبر تجارة المخدرات والماس والسيارات، بحسب دراسة أجراها موقع «GBC نيوز»، ومقره في العاصمة الأردنية عمان، وتمتلك المليشيا عشرات آلاف الهكتارات من المخدرات في مزارع بالأراضي اللبنانية والسورية في الشمال العلوي، ويشرف عليها ضباط يأتمرون بزعيم الميليشيا حسن نصر الله، ضمن حراسة مشددة على مدار الساعة وتنتج هذه المزارع حوالي 6 مليارات دولار سنوياً تدخل خزينة حزب الله.
وتبث قناة «الميادين» برامجها من الضاحية الجنوبية «معقل» ميليشيا حزب الله، ويضطر الموظفين في القناة إلى تسلّم رواتبهم أحيانا بالطريقة النقدية بدل إيداعها في البنوك، نظراً لطول عملية غسيل الأموال وتسييرها في البنوك بطريقة نظامية، ويحقق حزب الله من تجارة المخدرات نحو 6 مليارات دولار سنوياً وهو دخل يفوق الميزانية السنوية التي يحصل عليها من إيران والمقدرة بمبلغ 2 مليار دولار، ويستخدمه الحزب لأغراض كثيرة بما من شأنه تخفيف العبء على الموازنة الإيرانية.
وخلال حياته المهنية، جعل غسان بن جدو، وهو تونسي الأب لبناني الأم، من وسائل الإعلام التي عمل فيها، مراحل يمارس من خلالها «انتهازية» سياسية ليصل إلى مبتغياته، إذ عمل في بداية حياته التلفزيونية في قناة (المنار) التابعة لمليشيا حزب الله، مقدّما برنامج (وراء الأحداث)، ثم رحل إلى واشنطن سنة 1992م، ليعمل مديراً لتحرير مجلة (شئون دولية)، التابعة لـ «معهد الدراسات الدولية»، ولاحقاً رئيساً لتحريرها، ليعود أدراجه إلى لبنان، حيث حصل على الجنسية اللبنانية عام 1994م، ثم مراسلاً صحفياً في طهران، لهيئة الإذاعة البريطانية (B.B.C)، ثم في عام 1997م عمل مديراً لمكتب قناة الجزيرة في طهران لمدة 7 أعوام، ليصبح مديراً إقليمياً للقناة في إيران وآسيا الوسطى، قبل أن يقدم استقالته منها، ويسرب ذلك لجريدة السفير، ثم يطلق قناة «الميادين» في 11 يونيو 2012م.
وتشير المصادر إلى «فضائح» بالجملة تلاحق غسان بن جدو، وربما سيكون أول ضحية أمام القانون خلال الفترة المقبلة، بعد اكتمال كافة الوثائق ضده، وهو صاحب فضيحة «أبو عدس» خلال اغتيال الشهيد رفيق الحريري، وكذلك تجاوزاته المالية في قناة «الجزيرة» وتأجيره سيارات البث المباشر (S.N.G) لحسابه الخاص، والبرامج المسيئة للشعب التونسي مثل برنامجي «الفياجرا في تونس» و «الشذوذ الجنسي في تونس»، وكذلك فبركة فتوى «جهاد النكاح»، ولعلّ الإعلام اللبناني والعربي يعرف جيداً فضيحته بالتحرش الجنسي ببتول أيوب المذيعة في قناة المنار.
وتضع إيران على كاهلها تمويل مجموعة من القنوات مثل قناتي «المنار» و»الميادين» في لبنان وقناة «المسيرة» في اليمن»، بالإضافة إلى قناة «العالم» وهي الذراع الإعلامي الرسمي الناطق باللغة العربية، لكنها تعطي قناة «المنار» كافة الصلاحيات في إدارة شئون بقية وسائل الإعلام التي تدور في «وحلها» لتخفيف العبء عن كاهلها، مع إعلان ميليشيا «حزب الله» استعداده لتمويلها بالمال «القذر» حتى تواصل مسيرتها في طعن الشعوب العربية لصالح الهمروجة الإيرانية.
وتعمل قناة «المنار» عبر غرفة أخبار «موحدة» تدار من طهران، ويتم توزيع جدول البرامج والمداخلات والتغطيات بالتساوي بينها وبين «المنار» و»المسيرة»، مع التناوب في رفع مستوى الأداء وخفضه، والتناوب على قضية مفتعلة بين قناة وأخرى، ويلاحظ ذلك في تراتبية الأخبار وتوحيد المصطلحات.