الجزيرة - حسنة القرني:
كشف الرئيس التنفيذي المكلف لشركة سابك المهندس يوسف البنيان، أن للشركة أرصدة ضخمة ستستفيد منها بتسديد مديونياتها بما يقارب 13 إلى 14 ملياراً خلال العام الحالي، وما سيتبقى سيكون أرصدة مع الشركات الأخرى أو سيكون داعماً لـ»سابك» ولاستثماراتها المستقبلية، مذكرًا بأن «سابك» شركات مملوكة للغير بالإضافة إلى شراكاتها الأخرى مع عدد من الأجانب.
جاء ذلك في معرض إجابته لـ»الجزيرة» أمس خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته الشركة في مقرها لإلقاء الضوء على أداء الشركة للربع الأول للعام 2015 حول ما تحتفظ به الشركة من أرصدة ضخمة سواء نقدية أو شبه نقدية وكيفية استثمارها بما يحقق عوائد جيدة للشركة من جهة وفي تسديد مديونياتها المستحقة من جهة أخرى.
واعتبر البنيان وجود أرصدة ضخمة للشركة ميزة إضافية فيما لو أرادت الحصول على قروض بنكية مقارنة بالشركات الأخرى، مؤكدًا توزيع أرباح المساهمين في الشركة بقيمة 9 مليارات وذلك خلال الأسبوع الحالي، ومشددًا على حرص مجلس إدارة الشركة على تعظيم تلك العوائد والاستفادة منها بطريقة إيجابية بما يخدم التطلعات الاستثمارية المستقبلية في الأسواق الخارجية ولا سيما في أمريكا والصين التي تحتاج إلى ضخ مبالغ كبيرة جدا.
وفي سؤال آخر لـ»الجزيرة» حول جدوى استثمارها للسندات في هولندا وإمكانية استثمار عوائدها المالية، اكتفى البنيان بالرد بأن ذلك سيتقرر منتصف العام الحالي، مؤكدًا أن الشركة لن تمول خلال 2015 أي قروض وما هو موجود عبارة عن إعادة للتمويل وفي حال استجد شيء حول ذلك سنطلعكم عليها مستقبلا.
وأكد البنيان، في كلمة ألقاها قبل المؤتمر أن الاقتصاد العالمي واجه العديد من التقلبات الاقتصادية نتيجة لتذبذب أسعار البترول، موضحًا أن صناعة البتروكيماويات صناعة متزاوجة بشكل كبير مع أسعار البترول وأثر بشكل كبير على أسعار البتروكيماويات، موضحا أنه على الرغم مما شهدته الأسواق من تقلبات في الأسعار استطاعت الشركة من خلال الموثوقية في الإنتاج, والتوسع في الأبحاث والتطوير, ومن خلال إدارة التكليف والاعتماد على الموارد البشرية في الإنتاج وتوسعها وحضورها في الأسواق العالمية تقليل التقلبات التي واجهت الشركات الأخرى, منوهاً بتركيز سابك وحرصها على زيادة الربحية للمساهمين.
كما استعرض خلال كلمته الأسواق الرئيسية التي تتعامل معها سابك، وتعد العامل المؤثر بشكل أساسي على أسعار الكيماويات, مفيداً بأن الطلب في السوق الأمريكي يمر بثورة اقتصادية, واستفاد من انخفاض تكلفة الطاقة وأن ذلك لم يمنع الشركات من أن تمر بضغط في الربحية بسبب انخفاض الأسعار, عاداً السوق الأوروبي المستفيد الأكبر من انخفاض أسعار الطاقة إذ أعطاها نوعاً من التحسن والأمل في تحسن الاقتصاد مع وجوب الحذر للمعايير الاقتصادية الأخرى.
وحول اقتصاد آسيا، أفاد البنيان بأنه ينقسم إلى قسمين الصين وبقية الدول الأخرى، مشيراً إلى أن الصين حريصة على إدارة النمو في الاقتصاد الصيني وتسعى للتحول من اقتصاد معتمد على الاستثمار والإنتاج إلى اقتصاد يعتمد على تنمية الاستهلاك المحلي والتطور في الصناعة من خلال التقنية والإبداع وهما ما يعدا تغييرا كبيرا انعكس إيجاباً على بعض الدول في آسيا لتصبح المصدر الرئيسي المستقبلي في بعض المنتجات منخفضة التكلفة، واعتبر البنيان الاقتصاد الإفريقي سوقاً واعداً والشركة تركز في البحث وإيجاد أسواق جديدة لإدارة المخاطر في منتجاتها، مبينًا أن هناك بوادر إيجابية في تحسن في الحوكمة في بعض الدول التي ستسهم في التطور بالاستثمار.
وحول الاقتصاد السعودي، أكد البنيان أن السوق السعودي واعد جداً خاصة ما نشاهده من ناحية اتخاذ القرارات الإيجابية التي تسهم في النمو الاقتصادي، لافتا النظر إلى أن هناك بعض الأهداف للشركة تركز عليها وتعتقد أنها هي الأساس في تحسين العوائد من خلال مراجعة السياسات البعيدة المدى لتتعامل مع التغيرات التي تطرأ على التقلبات من خلال الإيجابية أو السلبية، مشيرًا إلى أن الموارد البشرية والأبحاث والتطوير هما العنصر الرئيسي من عناصر نجاح «سابك» وهما الأساس في النجاح المستقبلي وتم التركيز عليه لتوفير طبيعة «سابك» المستقبلية واعتماد على الاستمرارية في النجاح بناء على هذه العناصر.
ونفى البنيان تأثير عملية عاصفة الحزم على عمليات الشركة، كما نفى أي توجه لاستثمار الشركة مع شركات الغاز الصخري، مؤكدًا -في الوقت نفسه- حرص الشركة على للاستفادة من مخرجات تلك الشركات.
وتابع «إن الشركة وقعت اتفاقا لاستخدام إمدادات الغاز الصخري من الولايات المتحدة بمصنع تيسايد للبتروكيماويات في بريطانيا، في الحقيقة وقعنا العقد -لم نتفق بعد مع المورد على إعلان الأمر لكن أكدنا عقدا لتوريد الغاز»، وفيما رفض الكشف عن اسم المورد، وقال إن التوقيت وسائر تفاصيل المشروع الذي وصفه بأنه الأول لاستخدام الغاز الصخري المستورد من المكامن الأمريكية بخليج المكسيك ستتاح بحلول ربع السنة المقبل. وحول إمكانية استثمار الأجانب في شركة سابك، قال البينان إن ذلك متاح وفقا للضوابط وليس هناك ما يمنع.
وأضاف البنيان أن «سابك» ما زالت تدرس مقترحا لبناء مصنع لتحويل النفط الخام مباشرة إلى كيماويات دون الحاجة إلى تكريره أولا. وقال ردا على سؤال إن كانت محادثات قد أجريت مع الشركات، إن «سابك» تفضل تنفيذ المشروع بنفسها وإن أي شريك يجب أن يقدم مساهمة مهمة وأن يساعد في توزيع المخاطر.