د. عبدالعزيز الجار الله
جميع ما تحقق من انتصار ونجاح في حرب عاصفة الحزم بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل القيادة الحازمة الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي أراد أن يحررنا ويحرر الخليج العربي من الخوف والأسر التاريخي والجغرافي الإيراني أعقاب الثورة الشيعية قبل (35) عاماً 1979م عندما استولت على السلطة من إمبراطورية الشاه الإيراني وبدأ حكم ولاية الفقيه والمد الشيعي حتى وصل إلى أعلى قوته بعد احتلال أمريكا للعراق وسقوط نظام صدام حسين عام 2003م، خلال (35) سنة، بل قبل هذا التاريخ زمن شاه إيران، والخليج العربي تحت الضغط الإيراني، فما الذي تغيَّر خلال نصف قرن أن السعودية والخليج طورت من نفسها ووسائلها العسكرية والتي بدأت في إنشاء المدارس العسكرية ثم المعاهد ثم الكليات حتى وصلت السعودية والخليج وقوات التحالف العربي إلى الجامعات العسكرية والبعثات الدولية والتعاون والتدريب.
الذي زار المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي 1436هـ -2015م السادس - اختتم يوم السبت الماضي - يعرف جيداً أن اهتمام الدولة المبكر في الجامعات ورعايتها للكليات والتخصصات هو سر تفوقنا في الحرب اليمنية وإسكات صوت إيران التي تدعي أنها هي القوة الوحيدة والمتحكمة بالخليج حتى إن إيران تفرض على المؤسسات السياسية والمهنية والأكاديمية أن يطلق على الخليج العربي اسم الخليج الفارسي رغم أن إيران دولة وحيدة تطل على الخليج أما شواطئه الغربية فتطل عليها (8) دول عربية (الخليج وبحر العرب).
شكل المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي أكبر تجمع لجامعاتنا السعودية، أيضاً أكبر تجمع عالمي للجامعات العالمية ورؤية المؤتمر: (أن يكون أحد أهم المؤتمرات الدولية في مجال التعليم العالي) ويمكن تطويره بضم الكليات العسكرية تكريماً لها لما حققته من بطولات في أرض معركة اليمن وأخمدت الدول التي تدعم الإرهاب والمتمردين باليمن، فقد شكل المعرض بيتاً للإنتاج والخبرة لأنه يضم الجامعات السعودية والعالمية التي تخرّج منها قيادات في وزارات: الدفاع والطيران، الداخلية، الحرس الوطني. تخرّج من جامعات الداخل والخارج قيادات من: الضباط، الأطباء، المهندسين، القانونيين، الإدارة، الحاسب الآلي، الاتصالات، الجيولوجيين وخبراء الخرائط والصور الفضائية والجوية، الإعلاميين، وكل من يعمل بالمعركة من الأجهزة السرية والرقابية والعلاقات العامة. ما يقدم من تفوق ونجاح في أرض المعركة بعد توفيق الله هو نتاج الكليات والجامعات والتدريب المكثف في القطاعات العسكرية ومؤسسات التعليم العالي، وهنا لا بد أن ننبه إلى النجاح الكبير للقطاع العسكري إضافة إلى جهوده الذاتية جاء نتيجة التغذية الدائمة من الكليات والجامعات، لذا لا بد من التطوير المستمر للجامعات والكليات العسكرية حتى نحافظ على تفوقنا.