كان يوم الخميس الموافق 20-6-1436هـ يوم عرس لمدينة الدرعية التاريخية فقد تم افتتاح مشروع تطوير حي البجيري بيد خادم الحرمين الشريفين الكريمة بعد أن تم الانتهاء من اللمسات الأخيرة فيه من قبل الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ضمن تطوير مدينة الدرعية التاريخية.
وقد اهتم خادم الحرمين الشريفين منذ أن كان أميراً لمنطقة الرياض بهذه المدينة القديمة التاريخية لما لها من أهمية تاريخية فقد كانت بداية انطلاق الدولة السعودية الأولى وتعتبر حاضرة نجد الأولى وبها حي الطريف الذي كان مقراً للحكم وسكناً للإمام محمد بن عبدالوهاب المصلح الديني ومجدد الدعوة, وكانت الدرعية هي عاصمة دولة آل سعود الأولى وانتقلت فيما بعد إلى العاصمة الرياض مع تأسيس الدولة السعودية الثالثة على يد المغفور له - بإذن الله - الملك عبدالعزيز وتم توحيد هذا الكيان الشامخ عام 1351هـ وقد دبت الحياة والتنمية بعد توحيد هذا الكيان في جميع مناحي الحياة الدينية والتعليمية والاجتماعية والصحية والأمنية وأصبحت هذه المظلة من التنمية تشمل جميع مناطقها ولله الحمد.
وقد أنشأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض بدعم ومباركة من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز عليه سحائب الرحمة وعندما كان أميراً لها واستمر حفظه الله في الاهتمام بها وبالمشاريع التي تقوم بتطويرها حتى أصبحت مدينة الرياض الآن تواكب أعظم المدن العالمية في تطورها العمراني والسكاني وفي تطور طرقها البرية والسريعة ومبانيها التجارية والحكومية وطرقها السريعة الداخلية.
وقد قام خادم الحرمين الشريفين بتدشين مشروع تطوير حي البجيري والذي سوف يشمل نطاقه التاريخي فندق حي سمحان الطرازي بمدينة الدرعية وأيضاً تطوير حي الطريف الذي يعتبر مقر عاصمة الدولة السعودية الأولى وسوف يتم تحويل مدينة الدرعية إلى أهم مركز سياحي ثقافي على المستوى الوطني, حيث تم تسجيل حي الطريف من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار كأحد مواقع التراث العالمي ضمن قائمة اليونسكو العالمية للمواقع التراثية والأثرية.
وخادم الحرمين الشريفين كما هو معلوم هو رجل التاريخ والتراث ويعرف أطال الله في عمره الدرعية وتراثها ومنازلها والأسر التي سكنتها كما يعرف جميع المناطق الأثرية بها, ويعتبر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مرجعاً تاريخياً لجميع القبائل وتفاصيلها وفروعها, حيث يرجع له بعض أساتذة الجامعات السعودية في ذلك, حيث يعتبر مرجعاً علمياً في هذا الصدد.
وهذا التاريخ المشرف لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يلبي الدعوات العالمية التي تنادي بضرورة صيانة ونشر قيم التراث العمراني والحفاظ عليها بوصفها جزءاً من الإبداع والتاريخ الإنساني على مر العصور.
والتراث العمراني من أهم السمات التي تميز الدول بعضها على بعض, ويأتي اهتمام خادم الحرمين الشريفين بمشروع تطوير حي البجيري بالدرعية تأكيداً لمعرفته حفظه الله بأهمية التراث العمراني في جذب الشباب لوطنهم وحبهم لوطنهم والتعرف على أهمية تلك المنطقة التي شهدت أحداثاً تاريخية عظيمة على نطاق الجزيرة العربية.
إن اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بافتتاح هذا المشروع يعكس مدى حبه لهذه المدينة التاريخية الأثرية ومدى حبه لهذا الوطن العظيم الذي انطلق من مدينة الدرعية ديرة الأجداد والآباء من آل سعود وبعض الأسر الأخرى أطال الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية ونفع به أمة الإسلام والمسلمين وجعل عهده عهداً ميموناً. اللهم احفظ بلادنا من كل مكروه ومن كل حاقد وحسود وأدم علينا الأمن والأمان والصحة والعافية والأمن والاستقرار وآخر دعوانا (إن الحمد الله رب العالمين) آخر الكلام: (مني عليكم يا أهل العوجاء سلام وأخص أبو تركي عما عين الحريب) (من شعر محمد العوني).