م .عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
لو طُلِب منك أن تقيس حالتك اليوم وما كنت تأمل أن تكون.. فهل تصفها بالناجحة أم بالفاشلة أم بالبين بين؟.. هل سترى مسيرة حياتك على أنها نقلات نوعية إلى الأعلى وإلى الأمام أم ستراها حلقات متراكمة من الإخفاق والفشل والخيبات؟
دعونا نزيد في التفصيل.. ما هو مقياسك للنجاح أو للفشل؟.. أو إذا أردنا الإنصاف في السؤال: ما هو المقياس العام المشترك المتفق عليه للنجاح أو للفشل؟.. وهل للنجاح درجات أم هو درجة واحدة؟.. هناك من يقول إن النجاح هو النجاح.. ليس هناك نجاح كبير وصغير.. تماماً مثل الموت.. فالموت موت سواء كان سريعاً أو بطيئاً.. مؤلماً أو رحيماً.. تماماً كما الفشل.. فالعبرة بالنتيجة.
ولو تجاوزنا حالتي النجاح أو الفشل في الحياة لوجدنا أن كل مفهوم مطلق في حياتنا هو في واقعه شيء وفي خيالنا شيء آخر.. والأكثر غرابة أننا نتعامل معه على أنه شيء آخر ثالث.. ومن ذلك السعادة والفرح والأسى والحزن والحظ والنحس.. وأشياء أخرى كثيرة لو حاولت النظر إليها من زاوية أخرى غير التي اعتدنا أن نراها منها.. فسوف نجد الكثير من الحلول لمشكلاتنا الشخصية والعائلية والاجتماعية.
الفعل المطلق لا يكون إلا في المشاعر والأحاسيس.. أما الأفعال الواقعة أو الأشياء الملموسة فليس لها وصف مطلق.. لذلك يمكن قياسها وحسابها وتحديد مقدارها.. أما ما يجول في النفس والعقل فلا يوجد مُخْتَرَع حديث يمكنه قياس المشاعر أو ما يشعر به المرء أو ما يفكر فيه ومقدار حجمه وشدته.
النجاح والفشل كلاهما نتيجة.. لكن قد يكون قياسهما مختلفاً من شخص إلى آخر.. فهناك من يرى أن النجاح هو اعتماده على نفسه.. وهناك من يرى النجاح أكثر من ذلك بكثير.. وهناك من يرى النجاح متمثّلاً في أنه حي يجر نَفَسَه ويجد قوت يومه.. كذلك الفشل.. فقد يكون المركز الثاني في أي شيء أو أمر فشلاً لدى البعض.