الجزيرة - المحليات:
أيَّد المسلمون في مختلف ديارهم «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل» التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لإنقاذ الشعب اليمني من الحوثيين.
وقالوا نشكر ونقدر لخادم الحرمين الشريفين موقف المملكة والتحالف العربي الحاسم تجاه الحوثيين في اليمن ومن يناصرهم ، وتجاه ما يسمى بحزب الله الذي أساء إلى العرب والمسلمين.
جاء ذلك في البيان الذي أصدره معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، الأمين العام للرابطة وعضو هيئة كبار العلماء في المملكة، ونصه :
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن الأمتين العربية والإسلامية على المستوى الرسمي والشعبي ، تؤيد عاصفة الحزم منذ الساعات الأولى من انطلاقتها ، حيث أعادت الثقة والاعتبار والعزة ، للأمة التي كان قد أصابها الإحباط من تداعيات أثرت على العمل العربي المشترك والتضامن الإسلامي ، نتيجة الثغرات الداخلية والخارجية .
لقد تناغمت الشعوب العربية والإسلامية مع عاصفة الحزم، وعبرّت عن ذلك بمختلف وسائل التعبير الشعبي السياسي والإعلامي والاجتماعي، مدركة أنّ عاصفة الحزم كانت نقلة نوعية في تاريخ الأمة.
وكان موقف الشعب اليمني في المقدمة، حيث بادر إلى الترحيببعاصفة الحزم التي وجد فيها بشائر إنقاذ بلاده من فتنة أوشكت أن تجر على اليمن الكوارث، وتهدد وحدته وسلمه الأهلي وسيادته واستقراره، مدركا نزاهة القصد ونبل الهدف وحسن التدبير وسلامة الإجراء من المملكة العربية السعودية والتحالف الذي تقوده.
وفي الوقت الذي تجتمع فيه كلمة الأمة على تأييد عاصفة الحزم، والثناء على هذه المبادرة التي اتخذها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حفظه الله ورعاه ،وزعماء دول الخليج والتحالف العربي والإسلامي والعالمي ، يتعالى صراخ القوى المرتبطة بالنظام الإيراني وأجنداته العنصرية - الطائفية وبخاصة ما يسمى بحزب الله في لبنان ، فشنَّت هجوماً خارجاً عن كل الأعراف وأصول العمل السياسي والإعلامي، ضد المملكة والدول العربية والإسلامية المتحالفة معها في «عاصفة الحزم»، تقذف بالتهم الباطلة والأكاذيب الملفقة، في موقف يحمل دلالات واضحة على حجم الضربة الموجعة التي تلقتها تلك القوى المتطاولة.
إنّ هذه المواقف العدوانية إذ كشفت حقيقة هذه الجهات الدخيلة على الأمة، وأسقطت عنها الأقنعة والشعارات المزيفة التي تتبرقع بها وتخفي أهدافها، فإنها أوجدت فرزا واضحا أظهر حجمها الحقيقي واصطفافها في مواجهة الأمة كلها، إضافةً إلى تعرية تتناقضاتها وازدواجيتها في المواقف ونهجها الطائفي وارتباطها بمخطط معاد للأمة ومعاكس لتطلعاتها.
إنّ مكانة المملكة الراسخة، ودورها الريادي في الأمة، وخدمتها للحرمين الشريفين، وإدارتها المميزة لشؤونهما، وأياديها الإنسانية البيضاء ومواقفها المشرفة وإسهاماتها العظيمة في قضايا الأمة والتفاف الدول العربية والإسلامية وشعوبها حولها ، حقيقة موضوعية ثابتة في الواقع ، لا يمكن أن تنال منها فقاعات جوفاء أو يتطاول عليها صغار مغرورون.
إنّ رابطة العالم الإسلامي، ومن خلال صلاتها المباشرة بالشعوب العربية والإسلامية، واتصالاتها مع الجهات المؤثرة، والمؤتمرات التي عقدتها في مختلف مناطق العالم، وما قامت به وفودها التي تمثل الشعوب والأقليات المسلمة، واطلاعها على حجم التأييد الواسع والقوي الذي تموج به الأمة العربية والإسلامية، للمملكة العربية السعودية ولعاصفة الحزم، تؤكد على أنّ التطاول على المملكة العربية السعودية مما يسمى حزب الله في لبنان أو غيره، لا يعبر إلا عن محاولات يائسة محكوم عليها بالفشل سلفا، ويرتد أثرها على المتطاولين أنفسهم، ولا يزيد المملكة العربية السعودية ومن معها إلا رفعةً وسموا.
وإن رابطة العالم الإسلامي إذ تشاطر الأمة ابتهاجها وتفاؤلها بنتائج عاصفة الحزم، فإنها على ثقة بأن شرائح الأمة وبالخصوص الشعب اللبناني ومؤسساته الوطنية، ستواجه ما يسمى حزب الله والمتطاولين معه بالرد الذي يكشف حقيقتهم وعزلتهم في الأمة وفي لبنان الذي تربطه مع المملكة العربية السعودية علاقة تاريخية متجذرة، ويقدّر بعرفان كبير المواقف النبيلة للمملكة مع لبنان دولةً وشعباً.
وإن المسلمين كافة متفائلون بنجاح عاصفة الحزم التي تحقق منها الكثير.
وإن رابطة العالم الإسلامي لتؤكد على ضرورة وقوف العرب والمسلمين كافة، وعلى مختلف المستويات، بجانب الشعب اليمني في مطلبه بالشرعية والاستقرار، وتؤكد على ضرورة التعاون في دعم اليمن على تجاوز محنته في مختلف المجالات، وبخاصة الجانب الإنساني، مقدرةً ما قدمته المملكة في ذلك.
ونسأل الله أن يجمع كلمة المسلمين على الحق ويبعدهم عن الفتن ما ظهر منها وما بطن وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وسلم.