د. أحمد الفراج
كتبت في المقال الماضي أن هناك حساسية مفرطة لدى كثير من الكتاب السعوديين تجاه الكتابة في الشأن الوطني، وكتبت عن المرض المستشري في مجتمعنا الثقافي، حيث الشعبية هي لمن ينتقد البلد، وحكومته، وقلت إن هذا قد بدأ يتغير، عطفا على ردود الأفعال التي تلقيتها، والغريب أنني قبل كتابة هذا المقال قرأت لأحد مناضلي الغفلة، والذي كان مستاء جدا من «الإشادة» الذي عبر عنها بعض الكتاب والمغردين بخصوص عاصفة الحزم، فقد نكدوا على هذا المناضل «الماسي» يومه، فهو كان يتطلع للنقد، والقدح، والحط من قواتنا المسلحة، وقد خيب البعض ظنه، فكيف يجرؤون على الإشادة بأي شيء وطني، فهذا في نظره من الكبائر!!، وقبله كان كويتبا يتقاضى مبلغا ماليا كبيرا مقابل كتابته في إحدى الصحف الخليجية قد عبر عن ذات الفكرة، وما يؤلم هو أن هؤلاء وأضرابهم لا يتعلمون الوطنية من الصحفي الخليجي، الذي يستقطبهم، ويدفع لهم بالأصفر الرنان، فهو لا يسمح لأي أحد أن ينتقد بلده!!، ومع ذلك فهو يستقطب مناضلي «الغفلة» السعوديين ليشتموا بلدهم نيابة عنه، وهم لا يقصرون أبدا فمهمتهم مزدوجة، إذ هم ينتقدون بلدهم، ويشيدون ببلد آخر، ويتفرغون بوصم زملائهم الوطنيين بالمطبلين، فيا للفخر!!.
قبل أيام، غرد أحد الأصدقاء عن «مناضل» سعودي مزيف ومضطرب، تمت دعوته للمشاركة في مؤتمر النضال الأحوازي في لاهاي، في هولندا، وبدلا من أن يرفع هذا المناضل «العظيم» رأس وطنه في هذا المحفل، ويتحدث عن دور السعودية المشهود في نصرة إخوتنا في كل مكان، استغل الفرصة ليسيء للمملكة، ولحلفائها في عاصفة الحزم، وليخرب العلاقة الوطيدة بين الأحوازيين ودولة مصر، إذ هاجم هذا المعتوه دولة مصر، ورئيسها الحالي، ونافح عن رئيسها السابق، المسجون حاليا، كما هام مدحا بالزعيم الإقليمي، غير العربي، الذي تنصل من عاصفة الحزم، وقد تسببت الكلمة «المفككة» لهذا الأحمق بحرج كبير للمشاركين السعوديين في المؤتمر، وأغضبت إخوتنا الأحوازيين، ولكن السعوديين شرحوا الموضوع كاملا لأحبتنا الأحوازيين، وبينوا لهم ظروف هذا الرجل النفسية، وولاءاته المشبوهة، وأنه لا يمثل إلا نفسه، وقد زال اللبس بحمد الله، وهؤلاء هم مناضلو الغفلة والزيف، فولاؤهم لا علاقة له بالوطن، بل لمن يدفع أكثر، ولمصلحة الحزب أولا وأخيرا، وفي تقديري أن وقفة جادة مع هؤلاء المرتزقة باتت ضرورية، ولعل موقفهم المخزي، والبلد في حالة حرب، يكون هو النهاية لسياسة الحلم، فليس بعد الخيانة شيء، فهل نرى ونسمع ما يسعدنا؟، نتمنى ذلك!!