د.عبدالعزيز العمر
كأي أستاذ جامعي تمنحني جامعتي - جامعة الملك سعود- مشكورة فرصة الحضور والمشاركة في مؤتمرات دولية خارجية. وعندما أحضر تلك المؤتمرات أصاب بالدهشة لما ألحظه من فوارق جوهرية بين مؤتمراتنا المحلية والمؤتمرات الدولية في الغرب.
ولعل أبرز ما يلفت انتباهي في المؤتمرات الدولية الخارجية هو الأعداد الكبيرة جداً التي تحضر هذه المؤتمرات مقابل الحضور الخجول الذي يشتكي منه منظمو مؤتمراتنا المحلية.
هناك احتمالان لتواضع أعداد حضور مؤتمراتنا، وهما: عدم وجود ضغط مهني أو رغبة ذاتية تدفع المستهدفين بالمؤتمرات إلى حضورها، أو عدم قناعة الناس بفائدة ومردود مؤتمراتنا.
لذا فإن منظمي المؤتمرات لدينا يواجهون عادةً حرجاً شديداً بسبب قلة الحضور.
في الغرب يدفع المستهدفون بالمؤتمر رسوماً عالية لحضور المؤتمر لقناعتهم بأنهم سوف يستفيدون منه مهنياً وأكاديمياً، أما هنا فلم تكن مجانية الحضور والمشاركة في كثير من المؤتمرات وورش العمل كافية لتحفز الناس على الحضور، إنه أمر يثير القلق والاستغراب. لا بد من الاعتراف أيضاً بأننا نبالغ أحياناً في تنظيم مؤتمراتنا، خصوصاً فيما يتعلّق بالجانب الاحتفالي الضيافي الإعلامي. .يحرص منظمو مؤتمراتنا على اختيار الشخصية الراعية للحفل لما لها دور في تكثيف الحضور ومشاركة الإعلام وجلب رعاة للمؤتمر.
إن الإقبال الكبير على المؤتمرات الخارجية الغربية سواء من المستهدفين بها أو الرعاة الممولين يتحقق فقط بسبب أن موضوعاتها متميزة وتحقق الطموح المهني العلمي لكل المعنيين بها.
السؤال هو: هل مؤتمراتنا مظهرية لا تلبي اهتمامات وحاجات المستهدفين منها، وبالتالي غابوا عنها؟ أم أن المستهدفين أنفسهم لا حافز مهنياً أكاديمياً لديهم أصلاً يدفعهم لحضور المؤتمرات، وفي كلا الحالين هناك مشكلة.