بغداد - وكالات:
اتفقت الرئاسات العراقية الثلاث (رئاسات الجمهورية والوزراء والبرلمان) أمس على توحيد الخطاب الوطني, ووضع خطط عملية لإنجاز المصالحة الوطنية في العراق بمدة زمنية ملموسة. وقالت رئاسة الجمهورية العراقية في بيان أمس: «إن الرئاسات الثلاث عقدت في بغداد اجتماعًا بحضور رئيس مجلس القضاء الأعلى ونواب رئيس الجمهورية، تم خلاله استعراض مجمل التطورات السياسية والأمنية». واتفق خلال الاجتماع على ضرورة وضع خطط عملية لإنجاز المصالحة الوطنية ضمن مدة زمنية ملموسة, واستكمال الاستعدادات اللازمة للنجاح في دحر الإرهاب، ووضع خطط كفيلة بتسليح مقاتلي محافظتي نينوى والأنبار في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي. وحثت رئاسة الجمهورية العراقية أجهزة الإعلام على لعب دور مسؤول بما يخدم تعضيد الوحدة الوطنية، محذرة من الدعايات المغرضة من بعض الأجهزة الإعلامية وبعض وسائل التواصل الاجتماعي التي تهدف إلى إضعاف الحالة النفسية لأفراد قواتها المسلحة، وتحريض العراقيين على النزوح من ديارهم. وأشارت الرئاسات الثلاث إلى أهمية عودة النازحين إلى مناطقهم الأصلية؛ ليسهموا في تحسين أمن مدنهم.
من جهة أخرى، قُتل 30 عنصراً من الشرطة العراقية خلال أسبوع من المعارك مع تنظيم داعش في مدينة الرمادي ومحيطها في محافظة الأنبار (غرب)، التي يسيطر التنظيم على أجزاء واسعة منها، بحسب ما أفاد مسؤول أمني الاثنين. وقال قائد شرطة الأنبار اللواء الركن كاظم محمد الفهداوي لوكالة فرانس برس «قُتل 30 شرطياً وأُصيب مئة آخرون خلال المواجهات التي وقعت بين قواتنا وتنظيم داعش خلال الفترة من 18 إلى 25 نيسان/ إبريل». ويسيطر التنظيم المتطرف على أجزاء من الرمادي، مركز محافظة الأنبار، منذ مطلع العام 2014، قبل أشهر من هجومه الكاسح في العراق في حزيران/ يونيو، الذي أتاح له السيطرة على مناطق واسعة من البلاد. وكثف التنظيم خلال الأسبوعين الماضيين هجماته في الرمادي، إضافة إلى شن هجمات أخرى في المحافظة الحدودية مع الأردن وسوريا والسعودية. وكانت من أبرز هذه الهجمات ثلاثة تفجيرات انتحارية عند معبر طريبيل الحدودي مع الأردن السبت، أدت بحسب وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي إلى مقتل سبعة أشخاص. كما أعلن العبيدي في مؤتمر صحفي الأحد مقتل 13 عسكرياً، بينهم ضابطان كبيران، في هجوم للتنظيم على سد صغير يعرف باسم ناظم التقسيم شرق الرمادي. وأثار هذا الهجوم ضجة واسعة في العراق؛ إذ تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن وقوع «مجزرة» بحق الجنود، متحدثين عن مقتل قرابة 140 في منطقة ناظم الثرثار، ومطالبين بمحاسبة وزير الدفاع، إلا أن العبيدي نفى هذه التقارير الأحد، مؤكداً أن الحصيلة هي 13 عسكرياً فقط، مشيراً إلى أن الهجوم وقع عند ناظم التقسيم الواقع على مسافة نحو 30 كلم إلى الجنوب من ناظم الثرثار. وشدد على أن هذا الأخير لم يتعرض لأي هجوم من تنظيم داعش. وتخوض قوات الجيش والشرطة الاتحادية ومقاتلون من أبناء العشائر السنية مواجهات في مناطق متفرقة في الأنبار، كبرى محافظات البلاد. ووسع التنظيم سيطرته خلال الأشهر الماضية في المحافظة، على الرغم من الضربات الجوية للتحالف الدولي بقيادة واشنطن.