كتب - علي الصحن:
لا يمكن أن تلام الأندية وهي تشتكي من سوء التحكيم وقرارات الحكام في ظل صمت غريب من اللجنة التي تدير العملية التحكيمية في المنافسات السعودية، ولا يمكن أن تلام الأندية وهي ترفع صوتها للمطالبة بالحكم الأجنبي حتى ضرب رقماً قياسياً في حضوره خلال الجولات الماضية.
ولا يُلام الإعلام وهو يطالب دائماً بتطوير التحكيم وإبعاد الحكام الذين أثبتت الأيام أنهم لا يملكون ما يقدمونه، ولا يمكن أن يقنعوا أحداً بقدرتهم على الخروج بالمباريات التي يقودونها إلى بر الأمان.
ولا يلام الجمهور الرياضي وهو يتساءل عن اليوم الذي تتوقف فيه أخطاء الحكام فهو يريد أن يشاهد مباريات تنافسية تذهب فيها النتيجة للفريق الأفضل والأحق، وعندما لا يتحقق ذلك كله فإن المشجع سوف ينصرف عن مشاهدة المباريات ويرتاح !!
في مباراة الهلال والرائد كانت البداية مثيرة، وكانت تشير بأن الجماهير في الملعب والمشاهدين خلف الشاشة موعودون بمبارة جيدة، وإن تباينت طموحات الطرفين، لكن حكم المباراة شكري الحنفوش قتل الإثارة بأخطاء أقل ما يقال أنها بدائية، وصرف بطاقات صفراء للاعبين هلالين دون أن يوجد ما يستلزم ذلك، واحتسب أخطاء من كرات لا تستحق الصافرة، وقتل المباراة بشكل غريب، وهنا نعتقد أن اللجنة هي المسئولة عن كل ما يحدث من حملة الصافرة، فقد تعب الناس من الحديث عن الحكام والتحكيم وأخطائهم لكن اللجنة تمارس الصمت، في وقت يجب فيه أن تتحدث وتوضح وتبرر وتعالج وتتخذ القرارات اللازمة لمعالجة الوضع التحكيمي.. ولكن يبدو أن الشق اتسع على الراقع فاكتفى بالمشاهدة، وامتنع عن التدخل، وترك الأمور تسير بالبركة !!
المشكلة أن اتحاد الكرة ما زال عاجزاً عن إنقاذ الوضع التحكيمي، تاركاً الحبل على الغارب، دون أن يُساءل اللجنة، ودون أن يدرس أوضاعها وتوالي مشاكلها وإعادة تشكيلها وضخ دماء جديدة في عروقها، والمشكلة الأخرى أن الاتحاد ما زال عاجزاً عن إحضار حكام أجانب يسهمون في تطوير الحكام، وتقديم مستويات يتعلم منها الحكام المبتدئون بالذات، فأغلب الحكام الأجانب الذين يحضرون لملاعبنا يقعون في أخطاء غريبة ولعل ضربة الجزاء التي فاتت على حكم لقاء الفيصلي والنصر لمصلحة الأخير دليل على أن اتحاد الكرة أعاد حكاية (عبدالمعين) الشهيرة.. فمن جاء ليعين أصبح هو من يطلب العون.. وكان الله في عون الجميع.