سلمان بن محمد العُمري
دعونا نترك خلافاتنا الداخلية على جنب، ونغفل ونتانسي الظلم والجور، ونبعد عن المتغطرسين والمتكبرين، ونتجاهل الحسدة والحقودين، وندعو الله بالشفاء العاجل للمرضى النفسانيين ممن أصيبوا بداء الشك وسوء الظن بالآخرين!!
كل هذا نتركها خلفنا ونتوحد خلف قيادتنا الرشيدة لزيادة اللحمة والوحدة الوطنية خاصة في هذه الأوقات التي تمر بها بلادنا في حربها مع الحوثيين المتمردين على الشرعية في اليمن، وممن يريدون السوء والغدر ببلاد الحرمين الشريفين التي قدمت وبسخاء منقطع النظير ملايين الدولارات لمشروعات البنى التحتية لليمن من شق الطرق وإنارتها إلى بناء المساجد والمدارس والجامعات والمستشفيات، ناهيك عن الأعمال الإنسانية والإغاثية المتنوعة والدعم المالي الكبير المستمر لعدة سنوات ولا يزال..!!
إنّ ما قدمته المملكة العربية السعودية خلال سنوات طوال لليمن لم تقدمه أي دولة كانت، وذلك انطلاقاً من مسوؤليتها الإسلامية والعربية وواجبها الأخوي تجاه جيرانها. وأمام هذا العطاء السخي نجد الآخرين يقدمون التفجير والتدمير لهذه البلاد، ويحيكون الدسائس والمؤامرات ويزرعون بذور الشر في كل مكان وفق خطط وأجندات مرتبة.
في هذا الوقت نحتاج فيه أكثر من أي وقت مضى إلى تعزيز الوحدة الوطنية، والوقوف بوجه المتربصين والحاقدين على الوطن وأهله.
لقد أكدت - ولله الحمد - الأحداث قوة التلاحم والتناغم بين القيادة والشعب، على الرغم من تهييج الغوغائية وبثهم لما يعكر صفو الأمن مستخدمين كافة القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي، ومع كل المؤامرات والدسائس الخبيثة أثبتت المملكة بوعي شعبها والتفافه حول قيادته بأنه أنموذج نحسد عليه. فالتكاتف الوطني واللحمة الوطنية في وجه المؤامرات المشبوهة التي تستهدف وحدة المملكة وتماسك الشعب مع قيادته وولاة أمره التي تفرضه شريعتنا الغراء، فالمملكة بلاد الحرمين الشريفين، ومأرز السنة المحمديّة، ودولة القرآن الكريم، وناصرة الدين والمسلمين في كل مكان. وهي الدولة الوحيدة التي نفتخر ونفاخر بأنها مطبقة للشريعة الإسلامية.
إن تعزيز أواصر اللحمة الوطنية ليست مسؤولية فرد أو جماعة بل مسؤولية مجتمع، فالقطاعات الرسمية والأهلية والأسرة والأفراد كل بحسبه، عليها أن نقف صفاً واحداً متآخين متوحدين مع ولاة أمرنا على الدوام، ومع جنودنا البواسل في عملياتهم العسكرية داخل المدن أو على خط النار، فنحن شركاء معهم في الذود عن الوطن ومقدساته.
في ظل المتغيرات الجارية فإن المرحلة المقبلة تحتاج إلى رؤية جديدة يلزم الجميع أن يكونوا على قدر من المسؤولية لمواجهة مختلف التحديات حيث إن الواجب التصدي لكل هذه الاختلافات والمفارقات لتكون اللحمة الوطنية أكثر تماسكاً ورسوخاً.
إن الوحدة الوطنية هي أحد مقومات الوطن، وهي مصدر تقدمه وتطوره وازدهاره، وحينما يكون هناك تناغم قوي بين الحاكم وشعبه تزداد اللحمة الوطنية، وفي المملكة العربية السعودية وتحديداً في هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - تكمن العلاقة الأبوية حيث يجمع الحاكم بين صفات القائد السياسي المحنك وكبير العائلة الذي يجله ويقدره الجميع.
أسأل الله جل في علاه أن يحفظ بلادنا بلاد الحرمين الشريفين وأن يديم أمنها وأمانها واستقرارها، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم وأعز الإسلام بسلمان وأعز سلمان بالإسلام، اللهم اجعله ناصرًا لدينك ولعقيدته، اللهم اجعله ناصرًا لسنة نبيّك - صلى الله عليه وسلم -، اللهم اجعله ناصرًا لعبادك الموحدين، نسألك اللهم أن تصلح أحوالنا وأحوال المسلمين، فرج اللهم همنا ونفس كربنا وأصلح أمرنا وأحوالنا، نسألك اللهم أن تغفر ذنوبنا وتستر عيوبنا وترحم ضعفنا وتتولى أمرنا وأن تنصرنا على من عادانا وأن تفضح من مكر بنا، اللهم افضح من مكر بنا، اللهم افضح من مكر بنا، اللهم افضح من مكر بنا، اللهم افضح من مكر بنا.