من منا لا يعرف الغبار والعج وطقس المملكة، وخصوصاً المنطقة الوسطى الرياض.. رياض الوفاء والمحبة.. رياض الخير، هي تلك المدينة التي سطَّرت أحداثاً كُثراً عبر الزمن، ولها مع تقلبات الطقس طقوس ووقفات شاهدها وعاشها البعض في عصور سابقة، وفي زمن غبار التقنية إن صح التعبير.. نعم إن الشتاء له ظروفه وعندما ينسلخ ويأتي الصيف، يكون هناك مسمى معروف روائح الصيف بمعنى التحول من البرد إلى الحر (أقصد الاعتدال) في الجو ثم أيام إلى الصيف، ونحن هذه الأيام نعيش تلك التغيرات واختلاف الطقس وتقلباته وظروفه، وهذا أمرٌ معتاد ومألوف ليس بغريب، لكن هناك أسراراً لا يعلمها البعض، بل لا يعيرها اهتماماً.
الغبار سر من أسرار الكون، فإنه تُوجد بكتيريا وحشرات لا يقضي عليها إلا هذا الغبار، بقدرة ومشيئة الله سبحانه.. وهي نواميس كونية وأقدار من الله تحدث، عندها يقع البلاء إن صح التعبير للبعض، والاختبار لمن يهمه الأمر، وقس على ذلك كل حدث وموضع في ظل ظروف الطقس، سواء أكان برداً أو حراً أو مطراً أو ثلوجاً.. عوامل جوية تحدث لكل بلد.. نعم ولكن السؤال المهم: ما هي استعداداتنا لتلك الظروف؟.. على مختلف قنوات العمل والمرافق والإدارات، وإذا كان هناك استعدادات.. هل هي في مستوى الحدث والجاهزية؟.. وخذ مثال الخطوط العربية السعودية بالأمس القريب الأربعاء 12-6-1436هـ، حدثت موجة الأتربة مما أربك الخطوط وترتب على ذلك عدة أشياء.. والسؤال: ما هي استعدادات الخطوط وموقفها تجاه المسافر ليلة الخميس وصباح الخميس 13-6-1436هـ من الصباح الباكر والجو نظيف ومعتدل ولا يوجد غبار، ولكن للأسف غبار التقدم والتقنية ما زال معشعشاً في مطار الرياض الدولي، وبخاصة الرحلات الداخلية.. البعض له نصف يوم ينتظر، والآخر يوم كامل، والبعض أكثر من خمس ساعات انتظار، والحال هرج وحيرة وتعجب من قِبل المواطنين والمسافرين عامة، والبعض انتظر من السادسة بعد فجر الخميس إلى الواحدة بعد الظهر للأسف، ولم يسافر علماً بأن موعد الرحلة الثامنة صباحاً وحجزه مؤكد.. من المسؤول.. تقنية الغبار أم الغبار؟.. لم ينجح أحد!.. لا يوجد أي مسؤول يخاطب ويهدىء من روع وقلق المسافر!!.. والنتيجة لم يتم السفر ولم يتم إشعار المسافر بالتأجيل برسالة، ولم يتم أي شيء والمسؤول هو ذلك المسافر الذي حضر في الموعد المحدد.. أم من المسؤول؟.. الغبار!.. وإذا كان السيد الغبار هو المسؤول.. ألا تُوجد خطة عمل ليلة الخميس لتقديم الخدمة للمسافر.. أين التقدم التقني.. أين الأسبقية في الإنجاز.. أين الخطوط العريضة التي تكتب في الصحف تجاه مستوى خدمتكم أين؟.. هل من حقي أن أتساءل.. أم تريدني أن أسكت.. لماذا تجعلني في حيرة من أمري.. لدي مواعيد.. لدي مناسبة.. لدي عمرة إلى مكة في هذا الوقت.. لماذا تقتل ذلك ولا تبالي!.. وتزيد من حدة توتري.. لماذا لا تتواجد مجموعة مختصة لبيان الحال للمسافر.. أم أن الأمر لا يهمكم؟.. لقد اخترت السعودية لضمان الخدمة، والآن هل تعيد لي نقودي أم تعطيني موعداً آخر أن السيد الغبار غبّر علينا.