«الله لا يبيّن غلاك».. عبارة شعبية دارجة يقولها بعض الناس لمن يحبونهم، وتعني أن المشاعر الحقيقية أحياناً لا تظهر إلا في المواقف الصعبة من مصائب وغيرها. فهم يدعون الله أن لا يحصل للمحبوب مكروه، حيث تظهر المشاعر الحقيقية المكنونة، كما يُظهر الجمر الملتهب طيب البخور وعرفه الزكي.
وهذا ما حدث بالفعل مع والد المبتعثين في أمريكا وأخيهم الأكبر الدكتور محمد العيسى الملحق الثقافي بسفارة خادم الحرمين الشريفين بواشنطن؛ فبعد أن تعرّض لحادث السقوط وأصيب، وعلم الناس بالخبر؛ انهالت المشاعر الصادقة بحمد الله على سلامته والدعاء بأن يشفيه الله ويعافيه ويلبسه ثوب الصحة.
لقد ظهرت محبة الدكتور محمد العيسى من أبنائه المبتعثين وبناته المبتعثات بعد حادثة سقوطه التي أدت إلى إصابته بعدة كسور الأمر الذي تطلب إخضاعه إلى عملية جراحية في مستشفى جامعة جونز هوبكنز والتي تكللت بالنجاح ولله الحمد.
فقد توافد عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي السعودي والخليجي، كما زاره جمع من الطلاب والطالبات في المستشفى للاطمئنان على صحته.
كما تلقى الدكتور العيسى الكثير من المكالمات والبرقيات التي تدعو الله له بالشفاء العاجل، فيما ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بعبارات الثناء على سيرته، والدعاء له، وذكر محامده ومواقفه الطيّبة مع المبتعثين على وجه الخصوص ومراجعي الملحقية على وجه العموم.
كيف لا يكون ذلك وقد أسّس الدكتور محمد العيسى منظومة عمل رائعة في الملحقية الثقافية، رؤيتها خدمة المواطن السعودي في مجال عمل الملحقية، وبالذات المبتعثون الذين يجدون فيه الأب الحنون والأخ المشفق الذي يرعى مصالحهم وينجز أمورهم ويتابع أحوالهم في غربتهم ودراستهم، مع فريق العمل المميز الذي يديره في أهم ملحقية ثقافية سعودية على مستوى العالم.
يعد الملحق الثقافي السعودي محمد العيسى أحد أهم الشخصيات الدبلوماسية السعودية لدى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث إنه يمثل الواجهة التعليمية السعودية في أمريكا.
بروز الدكتور محمد العيسى لم يكن من فراغ؛ فهو يتكئ على أرضية صلبة من الإمكانيات والاستعدادات الفطرية، إضافة إلى الخبرات العلمية والعملية التي أهّلته - بعد فضل الله - ليقود هذه الملحقية الثقافية الهامة جداً.
وهو ينحدر من أسرة عريقة، وقد ولد بمدينة جدة وأتم دراسته للمرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية بمدينة مكة وأتم دراسته الجامعية بمدينة جدة بجامعة الملك عبدالعزيز. ابتعث الدكتور محمد العيسى في عام 1980 إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإكمال حياته التعليمية، وفي عام 1982-1983 حصل على درجة الماجستير من جامعية (إنديانا)، ثم بعد ذلك حصل على درجة الدكتوراه من جامعة (أريزونا) عام 1988. بعد ذلك عاد إلى أرض الوطن وعُيّن أُستاذاً مساعداً بجامعة أم القرى، ثم عين بعدها مشرفاً على مركز الحاسب الآلي والتلفزيون إلى العام 2007، حيث كُلِّف بعد ذلك بالعمل لدى الملحقية الثقافية كمستشار وبعد ثلاثة أشهر من عمله كمستشار عُيِّن ملحقاً ثقافياً حتى يومنا هذا.
- سعد بن عبدالرحمن الجبرين