سعد الدوسري
ربما لا يتفهم الكثيرون ما ورد في مقطع الفيديو الذي تمَّ تداوله أمس، لمقيم يمني يسجد سجودَ شكر ثم يدخل في نوبة هستيرية من الفرح والرقص، بعد صدور قرار تمديد ستة أشهر للمقيمين اليمنيين المخالفين. فقط أولئك الذين على علاقة مع مقيمين من اليمن الشقيق، يتفهمون ذلك. وربما لأنني على تواصلٍ وثيقٍ مع الكثيرين منهم، ممن يعملون في حرفٍ بسيطة، ومنهم النظامي ومنهم المخالف، فلقد شعرتُ بقيمة هذا القرار وأريحية هذه الخطوة. فمعروف أن هناك من يحاول أن يخلط الأوراق في أزماتٍ كهذه، إما لجهله وإما لأهداف في نفسه.
وقد يؤدي هذا الخلط إلى وضع كلِّ الناس في سلةٍ واحدة، كأن يكون من لم يسعفه الحظ في إنهاء إجراءاته النظامية، محسوباً على الصف المعارض للمملكة. وقد يؤدي مثل هذا التصنيف إلى تحميله ما لا يحتمل، وبالتالي دفعه لضرائب غير مسؤول عنها.
لقد كانت فرحةُ أشقائنا المقيمين اليمنيين بهذه الخطوة نابعة من منطلقين؛ المنطلق الأول له علاقة بالشق التنظيمي، إذ تمَّ منح مهلة استثنائية قدرها ستة أشهر للتصحيح. المنطلق الثاني متعلقٌ بتواصل الخطوات التي تستشعرُ همومَ الأشقاء اليمنيين في الداخل السعودي، باعتبارهم جزءًا لا يتجزأُ من السياق الاجتماعي العام. ولهذا السبب، وجدنا أن هناك من أقام احتفالات متواضعة، بقدر تواضع حياتهم، ابتهاجا بهذه المناسبة التي قد تكون قدّمتْ تلميحاً ضمنياً لبعض الذين لا يزالون يشككون بحجم العلاقة التاريخية بين المكونين اليمني والسعودي.