جاسر عبدالعزيز الجاسر
الدكتور نبيل الحيدري مفكر عراقي شيعي قضى فترة طويلة من دراسته في المعاهد والحوزات العلمية الشيعية في العراق وإيران.
هذا المفكر العراقي يبرز ويوضح الفارق الكبير بين التشيُّع العربي والتشيُّع الفارسي الذي انحرف بالمذهب الشيعي وصبغه بظواهر وسلوكيات فارسية بحتة تكشف عن الحقد الدفين للفرس على كل ما هو عربي بما فيه الدين الإسلامي الصحيح، ولأن التشيُّع الفارسي أصبح الأكثر ضجيجاً على الساحة الإعلامية وتأثيراً سياسياً فقد أصبح الشيعة جميعاً متهمين، إذ إن هناك من ينظر للشيعة العرب بأنهم جميعاً في السلة الإيرانية وأن عروبتهم وهويتهم مشكوك فيها، وهذا ليس دقيقاً مثلماً أكد المفكر العراقي الشيعي الدكتور نبيل الحيدري، الذي يؤكّد وعبر دراسة بحثية علمية دقيقة أن كثيراً من الشيعة وقعوا ضحية التأثير الإيراني وهم ينتظرون أن تفرز الساحة العربية مصادر قوة حقيقية لوقف المد الفارسي، وضرب المفكر الحيدري أمثلة عديدة من أهمها تصدي الشيعة العرب في جنوب العراق إبان محاولة إيران خميني تصدير ما يُسمى بالثورة إلى العراق مما أدى إلى اندلاع الحرب الإيرانية العراقية التي استمرت ثماني سنوات قدَّم فيها شيعة العراق العرب أروع المواقف والتصدي للقوات الإيرانية، وإن كانت هناك فئات أو جماعات من الشيعة المتأثرين بالفكر الفارسي وهم في معظمهم إما من ينحدرون من جذور فارسية أو ممن يعملون في «دكاكين» السياسة الطائفية الفارسية الذين وجدوا في هذا العمل مهنة يتكسّبون منها فتراهم وعلى الرغم ارتدائهم «البشوت» ووضع العمائم على رؤوسهم وهو لباس الملالي يصنفهم كمشايخ أو أئمة مساجد إلا أنهم متفرِّغون لألاعيب السياسة ومكائدها، كالملا حسن نصر الله وتابعه نعيم إبراهيم، ولأنهم غير متخصصين فإنهم يفشلون في أداء العملين فيخرجون عن الخط الدعوي والديني الذي يفترض أن يلتزم بالخلق القويم إلا أنهم يفسقون أثناء ممارستهم للسياسة فيغلون ويتطرفون في عدائهم للقوى السياسية الأخرى، واللافت عداؤهم للمسلمين وبالذات العرب منهم بمن فيهم الشيعة العرب ويذهبون في عدائهم إلى أبعد مستويات الحقد والكره لكل ما هو عربي، وهو نهج ظهرت بوادره في عهود الدولة البويهية والصفوية وتكاثر بصورة واضحة بعد وصول خميني وجماعته إلى حكم إيران وهو ما ورثه خامنئي والملالي الذين يديرون السلطة في إيران، الذين لا يزالون يكرسون جذور الخلاف والتباعد بين المسلمين وترسيخ الكراهية للمسلمين العرب بصفة خاصة، ولهذا فإن التشيُّع الفارسي يشجع وينشر ظاهرة السب والشتم للصحابة وظاهرة الاهتمام بالإمافوق درجة النبوة.
كراهية العرب - رغم فضلهم على الفرس حيث كانوا سبباً في إدخالهم في الإسلام- والسب والشتم للصحابة وزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم أحد أهم الخلاف والفروقات بين التشيُّع الفارسي والتشيُّع العربي الذي يختلف كثيراً خاصة في ابتعاده عن الحقد والكراهية مما يجعله هدفاً آخر لمتبعي ولاية الفقيه الذين لا يقل كرههم للشيعي العربي عن السني العربي خاصة إن لم يشاركهم في مسلك السب والشتم للصحابة والتطرف في اتباع الإمامة والتسليم بولاية الفقيه.