مندل عبدالله القباع
لقد كانت بداية العصر الميمون بتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وما وهبه الله من حنكة ودراية وفراسة سياسية واجتماعية نتيجة للسنوات السنين الماضية وأهم من ذلك على ما تربى على يد والده موحد هذا الكيان الملك عبدالعزيز عليه سحائب الرحمة عام 1351هـ من التقوى والعدل وبعد النظر كل هذا جعله وحتم عليه أن يكون من الضروري اختيار عناصر جديدة لكي تقوم بمهام المرحلة الجديدة وتضع حجر الأساس لمستقبل الأمة السعودية والحفاظ على المكاسب التي حققتها المملكة خلال السنوات الماضية وخاصة مع بداية الدولة السعودية الثالثة عام 1319هـ.
ومن بين العناصر الشابة كان ترشيح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف لولاية العهد حيث قام بعض أصحاب السمو الملكي الأمراء من هيئة البيعة بمبايعة سموه ومباركته لهذه الولاية بكل اقتناع وسلاسة، يلي ذلك أصحاب العلماء والفضيلة المشايخ يتقدمهم سماحة مفتي المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ وهيئة كبار العلماء وغيرهم من أصحاب الفضيلة المشائخ الآخرين وجمعاً غفير من المواطنين من منطقة الرياض ويليهم للمبايعة بقية المواطنين من مختلف مناطق المملكة عن طريق أمراء المناطق حسب توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله وأطال في عمره ورزقه الصحبة والعافية-.
ولم يأت هذا الترشيح من فراغ فقد تم بموجب معايير رأي خادم الحرمين الشريفين أنها تتوفر في سموه حيث سبق وأن تم ترشيحه مساعداً لوزير الداخلية للشئون الأمنية وكان ذلك عندما كان صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله وزيراً للداخلية حيث يعتبر الابن الثاني لمسوه لما رأى في سموه من همة وذكاء وفطنة وبعد نظر أمني وسياسي.
وقد تعلم سمو الأمير محمد بن نايف مرحلته الابتدائية والمتوسطة والثانوية في معهد العاصمة النموذجي في مدينة الرياض ومن ثم درس في أعرق الجامعات في الخارج وحصل على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية من أمريكا وحصل على عدة دورات عسكرية في الداخل والخارج وواكب سموه الأحداث التي قام بها المتطرفون والمجرمون في فترة من الفترات حيث تم القبض على أكثر من ستمائة إرهابي خلال الستة أشهر الماضية من هذا العام، وكانت لسموه جهود ملموسة في القضاء على الإرهاب والتطرف وقد تولى سموه وزارة الداخلية بعد وفاة والده -رحمه الله- ثم عين ولياً لولي العهد ثم ولياً للعهد بأمر قائد مسيرتنا ورجل الأمن الأول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. والقريبون من سموه يعلمون أنه يعمل ليل نهار في خارج أوقات الدوام الرسمي ويعمل بدون كلل أو ملل لخدمة وطننا الحبيب من أجل أن ينعم المواطن والمقيم بالأمن والأمان في عرضه وماله ونفسه ودينه لاسيما أن المملكة مترامية الأطراف وتعتبر شبه قارة في جغرافيتها.
ولم ينس سموه رجال الأمن الذين يصابون في المعارك ضد التطرف والإرهاب والإجرام فيزورهم ويكرمهم ويواسي عائلات الذين استشهدوا في المعارك الضاربة التي يخوضها رجال الأمن مع المجرمين ويقدم لهم العزاء ويحتضن أبناءهم ويرعاهم مادياً ومعنوياً.
وقد تمت مبايعة سموه يوم الأربعاء الموافق 11-7-1436هـ بقصر الحكم بالرياض لأنه أهل لهذا المنصب وهو الرجل المناسب في المكان المناسب وشخصية يعرفها الجميع سواء من رجال الأمن أو حتى من قبل المواطنين العاديين حيث إن سموه يقوم باستقبالهم ويسمع منهم وهو منفتح للجميع بدون حاجب أو حراس وكلنا يعلم حادثة التفجير التي نجا منها سموه قبل سنوات بسبب مقابلته لأحد المجرمين المتطرفين الذين كرمتهم الدولة معنوياً ومادياً ولكنه نكر الجميل لأن الإجرام والحقد دفينان في نفسه وقابل الإحسان بالإساءة والإجرام. وقد تم ترشيح سموه لرئاسة مجلس وزراء الداخلية العرب من قبل المجلس لأنهم رأوا أنه يستحق هذا المنصب نظراً لما يتمتع به سموه من خلفية الإدارة وأمنية وبعد سياسي ورغم ذلك فهو متواضع للصغير والكبير وعطفه وحنانه ظاهر للجميع.
إنه رجل الدولة المحبوب والأب الحنون لقطاعات كبيرة في الدولة يتمتع بالذكاء وحصافة الرأي وأهم من ذلك حب جميع المواطنين له من رجال أمن وعسكريين.
آخر الكلام للشاعر -غازي القصيبي رحمه الله-: (أجل نحن الحجازُ ونحن نجدُ - هنا مجدٌ لنا وهناك مجدُ).